أكّد الدكتور زغلول النجار، أستاذ علم الجيولوجيا المتخصص في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية، أن التفسير العلمي يشكل إضافة مهمة، وينبغي أن يكون من ضمن مناهج إعداد وتأهيل الدّعاة لأنه يمثل لغة العصر القادرة على إقناع الغربيين وغيرهم بالإسلام• وقال نحن في أمسّ الحاجة للحديث عن الإعجاز العلمي في السنّة المطهرة، لأن الهجمة من جانب المستشرقين والعلمانيين الكارهين للإسلام شرسة، وهم يوجهون سهامهم للسنّة، بصفتها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فإذا ما تم هدم المصدر الثاني أصبح من السهل في مرحلة لاحقة، هدم المصدر الأول• وتحدث عن الضوابط التي تحول دون تفسير القرآن بنظريات قد تتغير في المستقبل مما ينعكس بالسلب على كتاب الله تعالى قائلا: نحن في ذلك لنا ضوابط عديدة، لأن الذي يدخل هذا المجال بغير هذه الضوابط يضر أكثر مما ينفع• ومن هذه الضوابط: ألا يوظف في تفسير الآية القرآنية إلا الحقيقة العلمية القاطعة التي حسمها العلم، لأنه من المتفق عليه بين العلماء أن العلم إذا وصل إلى مقام الحقيقة أو القانون في فرع من فروع العلم لا يرتد على ذاته، وهو قد يتوسّع ويضاف إليه، لكنه لا ينقلب على ذاته• والإشارات الكونية في القرآن الكريم تحتاج إلى مجاهدة في الفهم، فلا بد أن يبرز من أهل كل عصر من يتأهل للتعريف بكتاب الله، بإتقان اللغة العربية وقواعدها، وفهم لأسباب النزول، وفهم للناسخ والمنسوخ، وفهم للمأثور من فقه الرسول الكريم، وجهود المفسرين السابقين، ثم يضاف البعد العلمي حتى نفهم دلالة هذه الآية فهما صحيحا• وأضاف: ومن أعظم جوانب الإعجاز في كتاب الله أن الآية الكريمة تأتي بألفاظ محددة، يفهم منها أهل كل عصر معنى من المعاني، وتظل هذه المعرفة تتسع باستمرار، مع اتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد•