دعت توصيات الملتقى الدولي الثاني حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة الذي احتضنته مدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة مؤخرا إلى ضرورة العمل على إدماج الإعجاز العلمي ضمن المنظومة التربوية بمختلف مراحلها، فضلا عن مراعاة الضوابط الشرعية للإعجاز العلمي، وتضمنت التوصيات المنبثقة عن هذا الملتقى في ختام أشغاله يوم الأربعاء المنصرم كذلك الدعوة إلى الاهتمام بالإعجاز العلمي في شتى نواحي المعرفة. تضمنت التوصيات المنبثقة عن هذا الملتقى الدعوة إلى الاهتمام بالإعجاز العلمي في شتى نواحي المعرفة والتخصصات العلمية المختلفة والعمل على توليد قنوات التكامل المعرفي بين التخصصات العلمية المتنوعة، إلى جانب السعي لتنظيم دورات تكوينية لفائدة الأئمة والمرشدين الدينيين والشباب في هذا المجال العلمي لترقية الخطاب الديني المسجدي وتوجيه الدعوة للسلطات ذات الصلة بالموضوع لدعم هذه الأعمال الرامية إلى ترقية المجتمع علميا وثقافيا، وأوصى المشاركون في هذا اللقاء الذي حضر أشغال افتتاحه «عبد العزيز بلخادم»، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والرئيس الشرفي لمكتب الجزائر لدى الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة وكذا ممثل الهيئة ذاتها «عبد العزيز الجفري» من المملكة العربية السعودية أيضا بترقية معهد تكوين الإطارات الدينية ب«سيدي عقبة» إلى قسم للعلوم الإسلامية تابع لإحدى كليات الشريعة بجامعة بسكرة، وتميّزت أشغال اليوم الثاني من هذا اللقاء العلمي الذي احتضنه المركب الثقافي الإسلامي لمدينة «سيدي عقبة» بإلقاء سلسلة من المداخلات، حيث أبرز الدكتور «محمد بوالروايح» من جامعة الأمير «عبد القادر» بقسنطينة في مداخلة له تحت عنوان "خلق الإنسان بين الحقيقة القرآنية والنظريات العلمية، نظرية داروين نموذجا" جملة الحقائق الربانية التي أثبتها العلم الحديث بعد بحوث مضنية في قضية خلق الإنسان التي تجعل من هذا الأخير عنصرا كامل الإنسانية من حيث خلقته، وأوضح المتدخل أن النتائج التي توصل إليها العلم الحديث في أكبر المختبرات العلمية الأنثروبولوجية تؤكد صدق الحقائق التي اشتمل عليها القرآن الكريم، معتبرا أن هذا التأكيد يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك فرقا بين الحقيقة القرآنية التي لا يمكن معارضتها أو إبطالها وبين الفرضيات العلمية التي هي قابلة للمعارضة وحتى البطلان في بعض الأحيان مثلما هو الأمر بالنسبة لنظرية «داروين» حول نشوء وارتقاء الإنسان، ولفت المتدخل الانتباه إلى أن النظريات الغربية المادية التي تصنف القرآن الكريم ضمن الكتب الكهنوتية المنافية للعلم لم تعد لها أي قيمة من الناحية العلمية بعد أن أثبتت -مثلما أضاف- الدراسات العلمية الموضوعية أن ما أخبر عنه القرآن الكريم لا يمكن أن يكون إلا وحيا إلهيا لأنه الكتاب الديني الوحيد الذي لا تتعارض أحكامه مع أحكام العقل ولا تخالف حقائقه ما أتفق عليه العلماء قديما وحديثا، أما الدكتور «علال شامة»، أخصائي في طب العمل بوهران فأوضح في مداخلته تحت عنوان "قصة أصحاب الكهف في ضوء علم الإيقاعات البيولوجية" أن إحدى الجوانب العلمية من قصة أصحاب الكهف الواردة في سورة «الكهف» تتجلى من خلال التوافق بين النص القرآني والنتائج العلمية للدراسات التجريبية في عالم الكهوف التي توصّلت إلى اكتشاف علمي جديد يتمثل في الإيقاعات البيولوجية للنوم (التجارب خارج الزمن)، وفي مداخلة أخرى تحت عنوان "الإعجاز العلمي في حجة الوداع للرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم باستخدام الخريطة الذهنية"، أشار الدكتور «إدريس الخرشاف» من المغرب إلى أن الخريطة الذهنية هي في حقيقتها طريقة علمية حديثة في البحث العلمي وقد اعتمدها في إنجاز بحثه بهدف إعادة قراءة السيرة النبوية التي تعتبر مثلما قال رسالة الإسلام العقلانية الإيمانية والمعجم الحضاري التطبيقي لكل مسيرة مجتمعية هادفة، ووفقا للمتحدث ذاته فإن المهارات التي وظّفها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته بصفته قائدا يتميزا بمقومات وصفات لم يعهدها تاريخ البشرية من قبل ومن ذلك كيفية استمالة الناس للأفكار المطروحة والإقناع بفكرة وإرشاد الناس إلى طريق يسيرون فيه من أجل حياة أفضل تعتبر بحق إعجازا نبويا، ومن جهته قدم الدكتور «محمد لجين الزين» من سوريا مداخلة تحت عنوان "الإعجاز العلمي في القط"، حيث سجّل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أورد في العديد من الأحاديث النبوية أنه على عكس حيوان الكلب النجس فإن القطط طاهرة، أي غير نجسة، وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة واعتبره طاهرا. يذكر أن هذا الملتقى الدولي الذي حمل عنوان "من أجل نشر واع لثقافة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" جاء بمبادرة من جمعية "الروافد" الثقافية لولاية بسكرة.