أضحت ولاية سكيكدة الساحلية مسلكا عبر الخط الشمالي المعروف لعبور تلك السموم إلى الدول المجاورة للجزائر، وكذا الضفة المقابلة عن طريق شبكات الإجرام المحلية، وحتى والتي امتد نشاطها لتصير فروعا لشبكات دولية• وغدت ولاية سكيكدة تعاني من ارتفاع في الجرائم المتعلقة بالمخدرات حيازة وتجارة بشكل ملفت، حيث حجزت المجموعة الولائية للدرك الوطني للولاية خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري 51 كلغ من المخدرات، ناهيك عن المخدرات الكيماوية بحجز 300 قرصا مهلوسا• وسجل العناصر 81 قضية ساهمت في إيقاف العديد من المجرمين الذين كشفوا عن عصابات ينشطون تحتها، حيث تم على إثرها إيقاف 137 متهم. وأكد ل''الفجر'' المقدم محفوظ بوسكة، أن المخدرات عرفت انتشارا واسعا في الفترة الحالية مقارنة مع السنة الماضية، والتي تم خلالها معالجة 79 قضية متعلقة بالظاهرة، وحجز 20 كلغ من المخدرات و31 قرصا مهلوسا• ويرجع انتشار المخدرات في المنطقة، التي كانت تعرف بأنها من الأماكن المحافظة، إلى الشبكات الدولية في تهريب المخدرات والمتاجرة بها، والتي يعود مصدرها إلى الريف المغربي مرورا بالحدود الغربية للوطن، فالولايات الشمالية والساحلية، في ما أضحى يعرف بالخط الشمالي لعبور المخدرات، وهذا باتجاه تونس فالدول الأوروبية. وبينت الإحصاءات الأخيرة الإحصائيات لمصالح الدرك الوطني لولاية سكيكدة أن أغلب الكميات المحجوزة تم استرجاعها بالسواحل، بعدما قذفتها أمواج البحر بعد المراقبة التي فرضتها عناصر الدرك على طول الشريط الساحلي للولاية، وهذا ما دفع بشبكات التهريب الدولية والتي تتجه بهذه الكميات المحسوسة إلى التخلص من الكمية خوفا من عناصر الدرك الوطني الذين شددوا الخناقعليهم، والمراقبة المشددة على مختلف المناطق التي كانت تمثل أوكارا للمجرمين• وتمكنت عناصر المجموعة الولائية للدرك الوطني من تفكيك ورشتين لصناعة الأسلحة بدائرة عزابة، والتي يميزها الطابع الفلاحي والزراعي والغطاء الغابي الكثيف، وتم على إثر العملية استرجاع بندقيتين و200 خرطوشة• وصرح لنا المقدم محفوظ بوسكة، أن ما يعيق عمل رجال الأمن في القضاء التام على العصابات الاجرامية المحتصنة في الغابة هو شساعة الولاية، ما خلق إجراما في المتاجرة بالأسلحة وحتى صناعتها• ولهذا الغرض تسعى الوحدات إلى غلق الهوة بين المواطن ورجال الدرك بالشكل المرجو والذي خطت فيه خطوات واسعة، ما مكن هذا العام من تفكيك ورشتين متخصصتين في صناعة الأسلحة وبيعها بطريقة غير شرعية لأشخاص يدعون أنه بهدف الدفاع عن النفس، فيما يرجح أن الغرض هو توجيه الاسلحة لتدعيم الجماعات الإرهابية المسلحة• كما مكن هذا النشاط الجواري لمصالح الدرك من حجز لحد الساعة 26 ألف خرطوشة صيد ذات صنع تقليدي• وتجدر الإشارة إلى تضييق الخناق الكبير الذي فرضته مصالح الأمن منع دخول الأسلحة من الخارج، ما جعل العصابات التي تنشط بالمنطقة تحاول فتح مثل هذه الورشات في أماكن معزولة يصعب الوصول إليها، غير أن مجهودات وحدات الدرك الولائي لولاية سكيكدة وحس المواطنة لدى المواطن السكيكدي، جعل عناصر السلاح قائمة وموجودة في الميدان يوميا، كل هذا من أجل فك كل ورشات صناعة الأسلحة المحتملة وتوقيف أصحابها بعثا للإستقرار بالولاية. مبعوثة ''الفجر'' إلى سكيكدة: سهام·ك