شهدت قاعة المحاضرات بفضاء معرض بيروت العربي للكتاب في طبعته ال,53 مساء أمس الثلاثاء، حالة من الفوضى امتدت إلى أجنحة معرض الكتاب، بعد الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة بوكر للرواية العربية في دورتها الثالثة، ودخول روائيين مصريين للقائمة القصيرة التي تمكنهما من الظفر بماقيمته 10000 دولار أمريكي، و عقود ترجمة أعمالهم إلى عدة لغات عالمية أخرى على غرار اللغة الأم العربية، واللغة الفرنسية والإنجليزية، وغيرها من الامتيازات الأدبية الأخرى• ومن أجل استسقاء الأمر اقتربت ''الفجر''، من أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة الذين كانوا حاضرين في فعاليات الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة، والتي شهدت غياب عضويين هما الشاعر والكاتب العماني، سيف الرحبي، والناقدة المصرية شيرين أبو النجا، وعادت بهذه الانطباعات• رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي من الكويت قال الروائي والقاص طالب الرفاعي، رئيس لجنة تحكيم جائزة بوكر للرواية في طبعتها للدورة الحالية، أنه من غير المعقول أن يكون خروج الروائي الجزائري سمير قسيمي وعمله الروائي الموسوم ب''يوم رائع للموت''، بسبب وجود تواطؤ بين أعضاء لجنة تحكيم الرواية في تضامن منهم مع مصر التي أقستها الجزائر من نهائيات كأس العالم,2010 في ظل وجود مصرية داخل لجنة التحكيم، وأضاف ذات المتحدث في رده على سؤال''الفجر''، بخصوص الأحاديث التي تداولت قبل وبعد الإعلان عن القائمة القصيرة وتنبؤات العديد من الأطراف الفاعلين في الحقل الأدبي والثقافي العربي، بخروج ممثل الجزائر من القائمة القصيرة للبوكر، نتيجة لوجود شيرين أبو النجا، بأن الجائزة طوال فترة عملها لم تكن تمنح وفق الجنسيات، ولا كان العمل يتم داخل أسوار اللجنة، بحساسية الجنسية، وتواطؤ بين الكتاب وأعضاء لجنة التحكيم، وإلا لكانت القائمة تضم روائي كويتي باعتباري كويتي، ورئيس لجنة التحكيم بالجائزة، ولكان أيضاً هناك تونسي لأن القائمة تضم تونسية في لجنة التحكيم• عضو اللجنة فريدريك لاغرانج من فرنسا نفى لاغرانج، أن تكون تداعيات خروج مصر من تصفيات كأس العالم2010 على يد الخضر، قد أثرت على قرارات لجنة تحكيم جائزة بوكر للرواية، وفي هذا الصدد قال ذات المتحدث في لقاء جمعه مع''الفجر''، ''هناك معايير نقدية واضحة تعمل وفقها لجنة التحكيم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتدخل تلك الأحداث على سير عمل اللجنة، رغم أنني رأيت وسمعت بالتجاوزات الخطيرة التي حدثت عقب انهزام مصر، في مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية، والتي تعدت كرة القدم، وتعرضت إلى أمور أخرى لا علاقة لها بالرياضة•'' عضو اللجنة، رجاء بن سلامة من تونس أكدت الناقدة التونسية رجاء بن سلامة، في حديث جمعها معنا، أن ما يتداول حاليا في أروقة معرض الكتاب ببيروت، ما هو إلا رد فعل للتشويه على الجائزة، بعد خيبة الظن التي أصابت العديد من المتتبعين لسير عمل لجنة تحكيم جائزة بوكر للرواية العربية، في إشارة منها إلى الأخبار التي تداولتها مختلف وسائل الإعلام العربية وخاصة المصرية، بعد نتائج مسابقة بيروت,39 والتي ضمت اسم جمانة حداد، المديرة الإدارية لجائزة بوكر، والإشاعات التي قيل بأن هناك تواطؤ بين جمانة و الروائية علوية صبح التي كانت ضمن لجنة بيروت,39 والتي شاركت في جائزة بوكر للرواية العربية عن عملها الروائي الموسوم ب''اسمه الغرام''، والتي كانت ضمن لجنة تحكيم جائزة بيروت ,39 التي فازت بها جمانة حداد، بغير حق كما قالت الصحف العربية منذ الإعلان عن نتائجها، فهي بحسبهم لا يمكنها أن تشارك في تلك الجائزة لأن سنها يفوق ال39 سنة، الذي هو من ضمن شروط المشاركة في الجائزة• جميل يوسف ممثل دار الجديد اللبنانية للنشر والإعلام يرى جميل يوسف ممثل دار الجديد اللبنانية للنشر والإعلام، بأن السياسية تلعب دورها الكبير في سير عمل لجنة تحكيم جائزة بوكر للرواية، وبإن هناك ضغوطات من السلطات المصرية العليا على سير عمل لجنة تحكيم جائزة بوكر للرواية العربية، وتحدث عن القرارات السياسية التي اتخذها الزعيم الليبي معمر القذافي في احدى طبعات البرنامج العربي الموسيقي سوبر ستار، حين كان المتسابق الليبي أيمن الأعتر في النهائيات والقرار الذي اتخذه القذافي وجعل الاتصالات إلى لبيان مجانية حتى يتم فوز ابن بلده، من هنا يظهر التدخلات السياسية في سير العديد من المشاريع الثقافية والفنية في بلداننا العربية، بالإضافة إلى المحسوبية والواسطة التي أصبحت تتدخل في كل الأمور الفنية والثقافية والسياسية في بلداننا العربية، لهذا لم يستغرب محدثنا أن تكون هناك ضغوطات من المصريين من أجل أن تكون الجزائر خارج حسابات جائزة بوكر للرواية، وأردف محدثنا قائلاً عن العلاقة القوية التي تربط بين إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق المصرية، وبين آل مبارك، والتي مكنتهم من أن يكتسحوا جائزة بوكر للرواية العربية للمرة الثانية على التوالي، ولن يستغرب الوسط الأدبي العربي فوز أحد المصريين بجائزة البوكر خلال شهر مارس القادم، يوم يتم الإعلان عن الفائز الأكبر بهذه الجائزة العربية في دورتها الثالثة•