أوضح البروفيسور لعور في تصريح ل ''الفجر'' أن نسبة المرضى الذين تماثلوا للشفاء فاق ال 95 بالمائة خلال السنة الجارية• يعد مرض التهاب الكبد الفيروسي من الأمراض التي لا تزال تسجل ولو بنسب متفاوتة على مستوى مناطق عنابة، فالمة وسوق أهراس• وإذا كان الطب الجديد قد تمكن من تحديد أنواع هذا المرض، الذي يصيب الصغار والكبار على حد سواء، وكذا اكتشاف الأدوية والمضادات لهذا المرض، إلا أن الإهتمام به من قبل الجهات المختصة يبقى دون المستوى؛ خاصة أن تكاليف العلاج باهضة ومن الصعوبة على عائلات المرضى التكفل بهم لوحدهم• إضافة إلى أن تشخيص الداء ومعرفة أسباب انتشاره تبقى من العوامل الرئيسية لكبح انتشاره؛ فالمختصون في الأمراض المعدية بعنابة يقولون إنه بالرغم من الدراسات والبحوث العلمية إلا أن ذلك لم يشفع للعلم من إيجاد علاج فعال، يمكن القضاء عليه ويعيد الطمأنينة للمرضى والمصابين الذين يموتون في صمت، خصوصا أن الفئات الأكثر تعرضا لهذا الفيروس هم من الفقراء• ويضيف البروفيسور لعور أن من بين أسباب انتشار المرض، الإستعمال المفرط لوسائل التعقيم غير المراقبة، خصوصا لدى الخواص البعيدين عن قطاع التجارة، بعد أن وجد فيها بعض الشبه الطبيين تجارة مربحة، فضلا عن انعدام النظافة وطرق الوقاية الفعالة، خصوصا لدى محلات الحلاقة التي تتطلب هي الأخرى رقابة دائمة من طرف الجهات المختصة، ومراقبة الأدوات المستعملة• إضافة إلى انتشار هذا المرض عن طريق الحجامة، وإجراء التحاليل الطبية، وهو ما جعل مصلحة الأمراض المعدية تؤكد على ضرورة إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، وإعطاء الأدوية اللازمة لكل مريض• مرضى ''الصفاير'' يلجأون إلى الطب التقليدي لم يعد المصابون بمرض التهاب الكبد الفيروسي، أو كما يعرف ب ''الصفاير'' لدى العامة، يقتصرون في التداوي من هذا المرض بالطب الحديث فقط، بل إن أكثر من 60 % يلجأون إلى الطب التقليدي، اعتقادا منهم أنه كفيل لوحده بعلاج هذا المرض، وفي ذلك أمثلة عشناها مع بعض المرضى•• تقول لطيفة، ممرضة بمستشفى ابن رشد بعنابة، إن أغلب مرضى الصفاير يذهبون عند العشابين لأن هذا المرض علاجه مكلف ويأخذ تيرة بطيئة في العيادات والمستشفيات، وقد يضطر المريض إلى دفع أكثر من 1000 دج لإجراء التحاليل لدى المخابر الخاصة بسبب عدم توفر جميع أنواع التحاليل بالمستشفى؛ وهذه التحاليل تتم مرتين على الأقل، وفي ذلك دفع لمبالغ باهضة لا تقوى عليها الأسر الفقيرة، كما أن العلاج يتطلب مراجعة الطبيب أكثر من مرة• وفي سياق آخر، أكدت لنا ليلى، تعالج مرض الصفاير منذ 12 سنة بمنطقة الشرفة، أن كل المصابين بهذا الداء شفوا منه، فهي تستطيع بخبرتها وتجربتها الطويلة أن تكشف أولا عن حقيقة الإصابة من خلال تفحص العينين، باعتبار أن لون بياضهما يصفر عند الإصابة بهذا المرض، وبعد ذلك تقوم هذه السيدة بإحداث جروح خفيفة على مستوى الجبهة ثم تعطي وصفة طبية تقليدية تتمثل في مسحوق لمادة عشبية ''لازاز''، توضع على بيضة مسلوقة ويأكلها المريض على مدى ثلاثة أيام متتالية، أي بمعدل بيضة كل صباح، بالإضافة إلى تناول العسل أو دفلة نور• وحسب بعض المرضى، فإن العلاج بالطرق التقليدية أفادهم كثيرا، وعلى صعيد آخر فإن بعض المختصين في الأمراض المعدية بمستشفى الضربان قالوا ل ''الفجر'' أنه لا مشكل في اللجوء إلى الطب التقليدي طالما أنه لا يؤثر سلبا على المريض؛ إلا أن العلاج في المستشفيات يبقى كفيلا بالحد من خطورة هذا المرض•