تأسف رئيس قسم أمراض الجهاز الباطني والكبد البروفيسور نبيل دبزي في حديث مع ''الحوار'' لعدم التقدم في مجال إعداد الإستراتيجية الخاصة بمرض التهاب الكبد الفيروسي بالجزائر، وفي هذا الصدد طالب المتحدث المسؤولين عن القطاع الصحي بالإسراع في مجال التكوين في هذا المجال لاسيما في القطاع الشبه طبي خصوصا في ظل ما اعتبره ''ضعف الكثير من المنتسبين لهذا القطاع الذين لا يفرقون حتى بين تشخيص البكتريا والفيروسات''، كما دعا لفتح مراكز التحاليل البيولوجية التي ما تزال على سقف المطالب التي خرج بها اللقاء البرلماني في جوان من السنة الفارطة. وكانت ''الحوار'' قد التقت نهار أمس الأربعاء بالخبير الجزائري البروفيسور نبيل دبزي رئيس قسم وحدة أمراض الكبد والجهاز الباطني في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة في فندق السفير بالجزائر على هامش إحياء جمعية مكافحة مرض التهاب الكبد الفيروسي لليوم العالمي للمرض الذي يتزامن مع ال19 من الشهر الجاري، حيث حضر اللقاء الكثير من المختصين في هذا المجال علاوة على ممثلين عن وزارتي الصحة والضمان الاجتماعي. ورد المتحدث على سؤالنا الأول والمتعلق بما سجله هو شخصيا بين العام المنقضي وهذه السنة من تطورات فيما يخص المرض الصامت بالجزائر، حيث تأسف لعدم تسجيل تطور كبير، منبها لفقداننا إلى برنامج وطني حقيقي لمكافحة الفيروس ''ب'' و''ج. وأضاف البروفيسور بالقول ''أعتقد أن أزمة الدواء حقيقية، لكن من الضروري قبل الحديث عليها الإشارة إلى انعدام مراكز التحاليل الطبية البيولوجية التي سبق الاتفاق عليها مع الوزارة في أهم الجهات عبر التراب الوطني والتي يمكن أن تسهم في حل الكثير من المشاكل، فهل يعقل أن عواصم مثل وهران وقسنطينة وعنابة وغرداية لا يوجد فيها مركز للتحاليل البيولوجية؟''، مشيرا إلى أن العاصمة تحتاج أيضا لفتح مركز أو مركزين للتخفيف الضغط عليها . وأكد الخبير الطبي في مجال أمراض فيروسات الكبد الخطيرة التي تصيب الإنسان ''أن المواطن الجزائري البسيط مضطر للاتجاه إلى القطاع الخاص وهذا الأمر ليس في متناول الجميع''، معتبرا أن مرض التهاب فيروس الكبد قد أصبح يشكل مرض للصحة العمومية تضاف إليه مشاكل الضمان الاجتماعي الذي يعد مشكل التأمين مشكل عويص يضاف إلى المرض. على صعيد موازي سألته ''الحوار'' عن مشكل أدوات التعقيم الخاصة بعيادات طب الأسنان، والتي اتهمت بأنها السبب الأول لنقل المرض القاتل عبر أدوات النظافة والتعقيم وكذا أدوات الجراحة التي يستعملها جراح الأسنان، قال محدثنا أنه لم يسمع هذه القضية إلا من خلال ما تنشره الجرائد، معترفا بأن أدوات التعقيم تلعب دورا محوريا وأساسيا في سلامة جسم الإنسان، لهذا فقد تسأل الرجل على نوعية الأجهزة المستعملة وقال إنه بات من الضروري استعمال أجهزة التعقيم الحرارية الرطبة عوضا عن الأولى والتي كانت تستخدم أجهزة التعقيم الحرارية الجافة، حيث تسهم الأولى في القضاء على كافة أنواع البكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى نوعيتها فهل نختار الأقل ثمنا بالمقارنة بالفعالية، بالإضافة إلى خدمات ما بعد البيع، إضافة إلى المشكل الأساسي وهو تكوين من سيقفون عليها مشيرا في هذا الصدد انه بات من الضروري أن يقف أعوان شبه طبي ذوو مستوى جامعي في ظل وجود الكثير منهم بدون عمل. وزاد رئيس وحدة أمراض الكبد في مستشفى مصطفى الجامعي بالقول ''أعتقد أنه ولكل هذه الأسباب نبقى نتأسف لعدم قطع الكثير من الأشواط، فالإرادة موجودة لكن التنسيق غير موجود والتنظيم يبقى مفقودا''.