علمت ''الفجر'' من مصادر قضائية أن الإرهابي عبد الفتاح بودربالة، المكنى ''أبو بصير''، أحيل على سجن في العاصمة، ومن المقرر أن تباشر العدالة إجراءاتها في الاستماع إلى الموقوف قبل إحالة الملف على غرفة الاتهام بالمحكمة الجنائية، خلال الدورات الجنائية المقبلة المقررة في النصف الأول من العام المقبل، بالنظر إلى مجموع الاتهامات الموجهة إلى ''أبو بصير''، باعتباره بالنسبة لمصالح الأمن آخر أمراء العاصمة، والمخطط لعمليات تسلل كثيرة جرى تنفيذها خلال سنتي 2007 و2008 والمتضمنة تنفيذ ''عمليات انتحارية''، لكن الظاهر أن توقيفه أضعف بشكل كبير قدرات التنظيم على اختراق العاصمة، إذ لم تُسجّل سنة 2009 أية عملية ''إرهابية'' في ولاية الجزائر العاصمة• وأكدت المصادر ذاتها أن أجهزة الأمن حصلت من ''أبو بصير'' قبل فترة على معلومات مهمة لتفاصيل عمل ''القاعدة'' بحكم قربه من أميرها العام عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود)، حيث أنه يوم اعتقاله كان هو قائد جماعة مكلفة بتنفيذ أعمال إرهابية في العاصمة، واعترف بأن الأسلحة والمتفجرات التي ضبطت بحوزته ''كانت ستستعمل بطريقة همجية خلال شهر رمضان، ويأخذ الأوامر من عبد الودود، ويحظى بكل الامتيازات من قبله''• ويُعتبر توقيف ''أبو بصير'' فصل هيكلي للجماعة السلفية للدعوة والقتال بعد تحوّلها إلى فرع القاعدة المغاربي، على خلفية مسؤوليته عن العلاقات الخارجية التي كان يديرها من الجزائر العاصمة عبر قيادات من السلفية الجهادية في أوروبا الشرقية، أكد أنه يأتمر مباشرة من محيط قائد التنظيم في باكستان ونائبه الأول، أيمن الظواهري• وكان ''أبو بصير'' الذي التحق بصفوف الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' يوصف بأنه من النواة المؤسسة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقد عيّنه أمير هذه الجماعة، عبد المالك دروكدال، خلفا لبلال الألباني مسؤولا عن العلاقات الخارجية• هذا وقد سجّلت أجهزة الأمن تغلغله في أوساط بالعاصمة وقدرته على التحرك والتخفي• ولمّا اعتُقل عُثر بحوزته على نحو 800 كيلوغرام من المتفجرات وثلاث قنابل و20 صاعقا، قال عنها أبو بصير إنها كانت معدة لتستعمل في هجمات بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية• وتواصل التحقيق معه فيما يخص علاقاته مع ناشطين في دول أوروبية وعربية، وأدى هذا إلى كشف مستوى الاتصالات التي كانت تتم مع ''القاعدة'' خارج البلاد•