لم يسلم الملعب الرئيسي 11 نوفمبر في العاصمة الأنغولية لواندا المستضيفة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية السابعة والعشرين من انتقادات شديدة خصوصا من المنتخبات الأربعة الممثلة للمجموعة الأولى في الدور الأول، وهي أنغولا المضيفة والجزائر ومالي ومالاوي فبعد 4 مباريات فقط أو بالأحرى مباراتي الجولة الأولى، فإن العيب كان واضحا للعيان في المباراة الثالثة بين الجزائر ومالي، حيث بدت أرضية الملعب في حالة يرثى لها وتؤثر كثيرا على العروض الفنية للمنتخبات وتعيق تحرك الكرة بشكل جيد، وتحول دون تمكين اللاعبين من إبراز مهاراتهم الفنية أو حتى التحكم في الكرة سواء في التمرير أو التسديد· الملعب افتتح أوابه في 27 ديسمبر الماضي، وتكفل الصينيون ببنائه والأكبر بين الملاعب الأربعة التي شيدها الصينيون للبطولة (يتسع ل50 ألف متفرج)، يبدو وكأنه يعود إلى زمن بعيد، صحيح أن شكل الملعب رائع جدا ويذهل الجماهير كونه يشبه إلى حد بعيد ملعب ''عش الطائر'' الذي استضاف دورة الألعاب الاولمبية الأخيرة في الصين، غير أن الجوهر والأساس لا يعتبر في مستوى تطلعات الجماهير والمنتخبات المشاركة· ديارا: ''جئنا لمنافسة المنتخبات الثلاثة واكتشفنا خصما جديدا'' قال قائد مالي لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، مامادو ديارا: ''جئنا هنا على أساس مواجهة منتخبات أنغولا والجزائر ومالي، لكننا اكتشفنا خصما جديدا وهو أرضية الملعب· عانينا كثيرا في المباراتين الأوليين ولم نتمكن من إبراز مؤهلاتنا الفنية وتطبيق خططنا التكتيكية التي تعتمد على اللعب بسرعة والتمريرات القصيرة· الملعب يعطي انطباعا رائعا من الخارج، لكن الأرضية غير صالحة بتاتا للعب مباراة في كرة القدم· أقيمت 4 مباريات فقط حتى الآن على هذا الملعب، وتخيلوا معي كيف ستكون حالته فيما بعد وتحديدا في المباراة النهائية، أرضية الملعب هي أساس الفرجة والاستمتاع والعروض الجيدة، لم نر شيئا من هذا القبيل هنا في لواندا، بل نلنا نصيبنا من الإصابات''· جوزيه مانويل: ''أرضية الملعب هي سبب إصابات لاعبينا'' شاطر مدرب أنغولا، البرتغالي مانويل جوزيه، ديارا الرأي معبرا عن أسفه للحالة المزرية لأرضية الملعب والتي كانت سببا رئيسيا في إصابة أبرز نجومه فلافيو أمادو وجيلبرتو اللذين سيغيبان على الأرجح عن المباراة الحاسمة أمام الجزائر· وقال جوزيه: ''صحيح أن هدفنا هو إحراز اللقب، لكن الثمن غال جدا، حتى الآن تعرض لاعبان لإصابة خطيرة (فلافيو وجيلبرتو) ولا نعرف ماذا يخبئ لنا القدر في المستقبل''· واضطر جيلبرتو إلى ترك الملعب أواخر الشوط الأول أمام مالاوي بسبب آلام في ركبته اليسرى، قبل أن يلحق به فلافيو هداف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف في الدقيقة 60 بسبب تمزق عضلي في فخذه الأيسر، كما أصيب زويلا في الدقائق الأخيرة من المباراة، وعانى مانوتشو من آلام في فخذه الأيمن· وأضاف جوزيه: ''أجرينا 3 تبديلات اضطرارية، ولحسن حظنا أننا كنا متقدمين في النتيجة، ماذا لو تعلق الأمر بتخلفنا في النتيجة·· لن نتمكن من إجراء أي تبديل تكتيكي، إننا نعاني أصلا من غياب المنافسة لدى أغلب لاعبينا الذين لا يلعبون أساسيين في فرقهم الأوروبية والبطولة المحلية توقفت قبل شهرين، فأضيفت لنا محنة أرضية الملعب، إنها مسألة كارثية وأتمنى الخروج بأقل الخسائر في الإصابات أقلها في الدور الأول''· سعدانك ''الملعب كارثة وهو النقطة السوداء'' لم يخرج مدرب ''الخضر'' رابح سعدان عن هذا الإطار وقال: ''النقطة السوداء هي أرضية الملعب التي توجد في حالة كارثية، إنها غير صالحة بتاتا لإجراء مباراة في كرة القدم· بدلا من التفكير في كيفية وطريقة اللعب يصبح الشغل الشاغل للاعبين هو أرضية الملعب وطريقة التعامل مع الكرة وتمريرها وحتى التخلص منها· أرضية الملعب صعبت مهمة اللاعبين ولحسن حظنا أننا خرجنا بأقل الخسائر سواء بالنتيجة أو الإصابات''· كيناه فيري: ''أرضية الملعب مأساة حقيقية'' مدرب مالاوي، كيناه فيري، صب جام غضبه على اللجنة المنظمة والاتحاد الأنغولي، كونهم رفضوا السماح لفريقه بالتدرب على أرضية الملعب عشية المباراة· وقال: ''لم نمنح الفرصة للتدرب على ملعب المباراة، لقد قدمنا احتجاجا إلى الاتحادين الإفريقي والأنغولي، لأنه لا يعقل ألا نتدرب على ملعب المباراة خصوصا عشية إجرائها''· وتابع: ''في ظروف مثل هذه يجب أن نقف على كل كبيرة وصغيرة في أرضية الملعب حتى نكون على دراية بما ينتظرنا، فوجئنا كجميع المنتخبات بالحالة السيئة لأرضية الملعب· إنها مأساة حقيقية''· اللجنة المنظمة في موقف حرج يذكر أن اللجنة المنظمة سمحت للمنتخبات الأربعة بالتدرب مرة واحدة فقط في الملعب الرئيسي حتى الآن، وكانت قبل يومين من انطلاق البطولة· ويبدو أنها شعرت بالإحراج وإمكانية تردي حالة الملعب فرفضت الترخيص للمنتخبات بمعاودة التدرب عليها، خصوصا أن قوانين الاتحادين الإفريقي والدولي تنص على ضرورة إجراء المنتخبات للتدريبات على الملعب الرئيسي عشية المباراة وفي التوقيت الذي من المقرر أن تقام فيه· ونقل موقع ''العربية·نت'' تصريح أحد المسؤولين عن الشركة الإنجليزية التي كلفت بتجهيز أرضية الملعب: ''جميع معدات الصيانة في إنجلترا لأسباب كثيرة، أبرزها مشكلة الجمارك الأنغولية التي تحتاج إلى وقت طويل من أجل الإفراج عن كل ما يدخل إلى أنغولا''· وتابع المصدر الذي رفض بدوره الكشف عن هويته: ''إذا كان حفل الافتتاح سيشهد كارثة، فما بالك بأجهزة صيانة الملعب''· وأرسلت الشاشة العملاقة البالغة مساحتها 6 آلاف متر مربع من القماش الأبيض مقسمة على جزءين وارتفاع 35 م، عبر طائرة شحن من ألمانيا مطلع ديسمبر الماضي، ولكن إدارة الجمارك حجزتها في مطار لواندا لمدة ثلاثة أسابيع، تاركين وقتاً قليلاً للمصممين من أجل إجراء بروفات حفل الافتتاح·