لم يسلم الملعب الرئيسي11 نوفمبر في العاصمة لواندا، من الانتقادات الشديدة، خصوصا من المنتخبات الأربعة الممثلة للمجموعة الأولى في الدور الأول وهي انغولا المضيفة والجزائر ومالي ومالاوي. فبعد أربع مباريات فقط، بدت أرضية الميدان في حالة يرثى لها وتحول دون تمكين اللاعبين من إبراز مهاراتهم الفنية أو حتى التحكم في الكرة سواء في التمرير أو التسديد. وعلى الرغم من حداثته حيث شيد في 27 ديسمبر الماضي، إلا أن هذه المنشأة الرياضية التي تكفل الصينيون ببنائها تبدو للأسف وكأنها تعود إلى زمن بعيد. ويجمع الملاحظون والمتتبعون للدورة، أن شكل الملعب رائع جدا ويشبه إلى حد بعيد ملعب "عش الطائر" الذي استضاف حفل افتتاح اولمبياد بكين، لكن الأرضية جاءت مخيبة للآمال. ممادو ديارا : اكتشفنا خصما جديدا هذا الانطباع أكد عليه قائد المنتخب المالي مامادو ديارا الذي قال ساخرا: "جئنا هنا على أساس مواجهة منتخبات أنغولا والجزائر ومالاوي، لكننا اكتشفنا خصما جديدا وهو أرضية الملعب. لقد عانينا كثيرا في المباراتين الأوليين ولم نتمكن من إبراز مؤهلاتنا الفنية وتطبيق خططنا التكتيكية التي تعتمد على اللعب بسرعة والتمريرات القصيرة". وأضاف: "الملعب يعطي انطباعا رائعا من الخارج، لكن الأرضية غير صالحة بتاتا لممارسة مباراة في كرة القدم، أقيمت عليه أربع مباريات فقط حتى الآن، وتخيلوا معي كيف ستكون حالته فيما بعد وتحديدا في المباراة النهائية". واستطرد متوسط ميدان ريال مدريد قائلا: "أرضية الملعب هي أساس الفرجة والاستمتاع والعروض الجيدة، لم نر شيئا من هذا القبيل هنا في لواندا، بل نلنا نصيبنا من الإصابات". مانويل خوزي : "كارثة وشارك مدرب المنتحب الأنغولي، مانويل خوزي، ديارا، الرأي، معبرا عن أسفه من الحالة المزرية لأرضية الملعب التي كانت سببا رئيسيا في إصابة فلافيو امادو وجيلبرتو اللذين سيغيبان عن المباراة الحاسمة أمام الجزائر. وتابع موضحا : "صحيح أن هدفنا هو التتويج لكن الثمن غال جدا، حتى الآن تعرض لاعبان أساسيان لإصابة خطيرة ولا نعرف ماذا يخبىء لنا القدر في المستقبل". وأضاف متأسفا: "لاعبونا يعانون أصلا من غياب المنافسة فأغلبهم لا يلعبون أساسيين مع فرقهم الأوروبية والبطولة المحلية توقفت قبل شهرين، فأضيفت لنا محنة أرضية الملعب، إنها مسألة كارثية وأتمنى الخروج بأقل الخسائر في الإصابات أقلها في الدور الأول". ولم يخرج مدرب الجزائر رابح سعدان عن هذا الإطار حيث قال: "النقطة السوداء في المباراة الثانية هي أرضية الملعب، إنها غير صالحة بتاتا لإجراء مباراة في كرة القدم، فبدلا من التفكير في كيفية وطريقة اللعب يصبح الشغل الشاغل للاعبين هو أرضية الميدان وطريقة التعامل مع الكرة وتمريرها وترويضها وحتى التخلص منها". وأضاف: "أرضية الملعب صعبت مهمة اللاعبين ولحسن حظنا أننا خرجنا بأقل الخسائر سواء بالنتيجة أو الإصابات. مدرب مالاوي : إنها مأساة أما مدرب مالاوي كينه بيري، فصب جام غضبه على اللجنة المنظمة والاتحادية الأنغولية لكرة القدم، كونهما رفضتا السماح لفريقه بالتدرب على أرضية الملعب عشية المباراة، وقال لم نمنح الفرصة للتدرب على ملعب المباراة، لقد قدمنا احتجاجا الى الاتحادين الإفريقي والأنغولي، لأنه لا يعقل أن لا نتدرب على ملعب المباراة خصوصا عشية إجرائها". وتابع: "في ظروف مثل هذه يجب أن نقف على كل كبيرة وصغيرة في أرضية الملعب حتى نكون على دراية بما ينتظرنا، لقد فوجئنا كجميع المنتخبات بالحالة السيئة لأرضية الملعب.. إنها مأساة". ما عسانا فعله وأكد مسؤول في اللجنة المنظمة رفض الكشف عن هويته في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية في هذا الصدد : "صحيح، أرضية الملعب تشكل عائقا لللاعبين، لكن ليس بالدرجة التي حملتها تصريحاتهم، نتفهم آراء المدربين واللاعبين، لكن ما عسانا فعله، لقد قررنا وقف التدريبات عشية المباريات، أعتقد أن المشكلة ستكون أخف وطأة فيما بعد بحكم استضافة الملعب لمباراة واحدة فقط وليس مباراتين كما كان الحال في الجولتين الأولى والثانية". وتابع: "بذلت أنغولا جهودا كبيرة حتى يكون الملعب جاهزا، لكن هناك ظروفا خارجة عن إرادتنا، تتمثل في غياب المعدات الضرورية للقيام بصيانة الملعب". وأردف قائلا: "نبذل قصارى جهدنا حتى أيام المباريات"، في إشارة إلى دخول مجموعة من العاملين بين شوطي المباراتين ونهاية المباراة الأولى من أجل إعادة العشب إلى مكانه". وأوضح أحد المسؤولين عن الشركة الإنكليزية التي كلفت بتجهيز أرضية الملعب: "جميع معدات الصيانة في إنكلترا لأسباب كثيرة، أبرزها مشكلة الجمارك الأنغولية التي تحتاج إلى وقت طويل للإفراج عن كل ما يدخل إلى أنغولا".