تمكنت، أمس، قوات مكافحة الشغب من إفشال خروج ممارسي الصحة العمومية إلى خارج محيط المستشفى مصطفى باشا الجامعي، أثناء مسيرة سلمية كانوا قد هددوا بها من قبل من أجل تحقيق مطالبهم المهنية. تجمع، صباح أمس، عشرات من المنخرطين في قطاع الصحة بمستشفى باشا الجامعي تلبية لنداء نقاباتهم المهنية التي دعت ممارسي الصحة العمومية للخروج في مسيرة سلمية. وقد أكد ممثل ممارسي الصحة بمستشفى باشا الجامعي، محمد يوسفي، قبل انطلاق المسيرة، على شرعية مطالب القطاع التي تجاهلتها وزارة بركات، حيث أكد على أن المسيرة تأتي من أجل تحسين المستوى المعيشي للسلك الطبي ورفع الأجور، والمطالبة برحيل الوزير من على الوزارة الوصية. كما أكد يوسفي أن هذه المطالب لا تهم سلك الصحة فقط، وإنما حتى المريض الذي تنعكس عليه تحسين الظروف المعيشية للسلك الطبي. وتزامنت هذه المسيرة التي دعت إليها النقابة، أمس، مع مسيرات أخرى في عدة ولايات مثل سيدي بلعباس، تيسمسيلت، سعيدة، أدرار، ورڤلة وعدة ولايات أخرى حسب ما ذكر ممثل نقابة الصحة العمومية وانطلقت المسيرة بعد كلمة أعضاء من نقابة الصحة تحت عدة شعارات، منها على الخصوص: "يا بركات بركات، مسيرة سلمية أطباء جزائريين ما راناش إرهابيين، الصحة في خطر"، وشعارات أخرى تعبر عن مطالب ممارسي الصحة العمومية. وقد اصطدمت المسيرة بجدار من قوات مكافحة الشغب في مخرج مستشفى باشا الجامعي، حيث وقع تدافع بين قوات الأمن وممارسي الصحة العمومية، أدى إلى اختراق عشرات من المحتجين الجدار الذي كونته قوات مكافحة الشغب، قبل أن تتدارك هذه الأخيرة الموقف وتغلق الباب الرئيس على المحتجين، رغم تسلل بعضهم إلى الخارج، منهم نقابيين، حيث تم إيقاف بعض منهم وأغمي على آخرين، لكن أخلي سبيلهم بعد تدخل نائبي البرلمان من حركتي حماس وحزب العمال اللذان شاركا في المسيرة وحاولا تهدئة الأمور بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب الذين رفضوا السماح للمحتجين بالخروج إلى الشارع، وبقيت الأمور على حالها داخل مستشفى الجامعي تحت أنظار قوات الأمن وبعض الفضوليين. للتذكير، فإن الإضراب يستمر لشهره الثاني، لتبقى القبضة الحديدية بين وزارة بركات ونقابات ممارسي الصحة بعيدا عن الحوار، في انتظار حلول ملموسة للخروج من هذه الحلقة المفرغة التي باتت تقلق المواطن، خاصة وأنه المتضرر الأول من هذه الإضرابات المستمرة. وتوعدت نقابة ممارسي الصحة العمومية بتصعيد الاحتجاج في الأيام القادمة، ووعدوا بوقفة احتجاجية مماثلة الأحد المقبل أمام وزارة الصحة، وأكد أحد أعضاء النقابة أن الاحتجاجات لن تتوقف إلى أن تتحقق كافة مطالبهم.