بالرغم من استفادة بلدية عين الرمانة بدائرة موزاية والواقعة غرب ولاية البليدة، من حصتها من برنامج المحلات المهنية التي تندرج في إطار برنامج رئيس الجمهورية القاضي بفتح 100 محل في كل بلدية، إلا أن شباب المنطقة، وحسبما وقفت عليه ''الفجر''، لم يتحمسوا كثيرا للمشروع الذي يبدو أنه بعيد عن طموحاتهم التي تبقى مرتبطة بمساعدات تمكنهم من الإستثمار في المجال الفلاحي، وهو الطابع الغالب على هذه البلدية· استفادت بلدية عين الرمانة بالبليدة، على غرار العديد من بلديات الولاية، من حصتها من المحلات المهنية، غير أن شباب المنطقة لم يتحمسوا كثيرا لهذه المحلات التي تبقى، حسبهم، بعيدة عن تطلعاتهم المرتبطة بطبيعة المنطقة الفلاحية، حيث أبدى هؤلاء رغبة في العودة إلى أراضيهم الفلاحية والاستثمار فيها، خاصة بعد أن مرت فترة العشرية السوداء التي كانت السبب في ترك العديد من السكان لمهنتهم الأصلية، غير أن الحنين إلى الأرض لم يفارقهم بعد، والدليل على ذلك هو الإقبال الضعيف على المحلات المهنية التي أقرها رئيس الجمهورية والموجهة للشباب البطال والحائز على شهادات تكوينية من المعاهد المهنية المتخصصة، حيث أن المحلات التي تم إنشاؤها عبر بلدية عين الرمانة، والتي قسمت حسب التجمعات السكانية التابعة إقليميا لها، علما أن الانطلاق في تشييد المحلات المذكورة كان سنة 2007 وتم تسليمها قبل نهاية السنة المنقضية، غير أنها، وحسبما أفاد به مسؤول من المجلس الشعبي البلدي لعين الرمانة، لم تلق الإقبال المطلوب من شباب المنطقة· تعد عين رمانة منطقة معزولة مقارنة ببلديات أخرى والمتواجدة بولاية البليدة، فمنطقة الريحان مثلا، والتي تعد من أهم التجمعات السكانية بالبلدية، حيث تحصي أزيد من 2000 نسمة وتحصي نسبة كبيرة من البطالة في وسط شباب المنطقة، استفادت من حصة 20 محلا مهنيا في حين لم يتعد عدد المستفيدين من هذه الأخيرة النصف، علما أن هناك ملفات شباب لم تقبل طلباتهم لعدم توفر كل الشروط فيهم للفوز بهذه المحلات· أما منطقة النحاوة، والمتواجدة في أقصى بلدية عين الرمانة، استفادت من 10 محلات مهنية· ونفس ما حدث بالريحان تكرر في هذه المنطقة، حيث قال لنا بعض الشباب ممن التقينا بهم، إنهم يرغبون في العودة إلى أراضيهم، ولهذا فهم بحاجة إلى إعانات من نوع آخر وليس إلى محلات اعتبروا أنها ستقضي على الطبيعة الفلاحية للمنطقة، حيث تساءل البعض·· إذا توجه الكل إلى القطاع الخدماتي والتجارة، فمن الذي سيخدم الأرض التي لن تعطي إلا لمن يتفانى في خدمتها؟؟ نفس التوجه لمسناه عند بعض الكبار من أبناء المنطقة الذين قالوا لنا إنهم يأملون في رؤية أبنائهم يهتمون بأرضهم التي توارثوها عن آبائهم، خاصة بعد المعاناة التي تكبدوها في فترة سابقة جراء انعدام الأمن، وهو ما تسبب في تسرب مدرسي لأبناء المنطقة، مما لم يمكنهم من افتكاك شهادات تؤهلهم للحصول على مهن خارج قطاع الفلاحة· تجدر الإشارة إلى أنه تم استلام وبمركز ذات البلدية 10 محلات مماثلة، اقتصرت في بداية الأمر على مستفيد واحد فقط، في حين أن البرنامج المحدد بإنشاء 20 محلا في المنطقة المسماة برج الأمير عبد القادر ما زالت معطلة، ويبدو أنها لن تسلم في الوقت المحدد· وفي انتظار مشاريع جديدة تستفيد منها المنطقة، يبقى شباب عين الرمانة يتطلعون إلى إعانات تساعدهم على المضي قدما في المجال الفلاحي، دون إهمال هذا الجانب، أي المحلات المهنية التي قد تلقى رواجا في حال استفاد أبناء المنطقة من الفرص المتاحة أمامهم لاكتساب مهارات جديدة عن طريق التكوين المهني، الذي بات مفتوحا حتى أمام من لا يحوز على أي مستوى تعليمي وهو ما سيسمح لهم بتوديع شبح البطالة الذي خيم على المنطقة والظفر بمنصب عمل، ولما لا، بمحل يؤمن حياتهم ويساعدهم على تطوير مهاراتهم المكتسبة عن طريق التكوين المهني· وللتذكير فإن بعض بلديات الولاية سجلت تأخّرا ملحوظا في وتيرة الإنجاز الخاصة بمحلات الرئيس كبلديتي موزاية والعفرون· وتم تخصيص 90 محلا موزعا بين بلديتي مفتاح والجبابرة، وما يزيد عن 140 محلا بدائرة بوفرة و 300 محل بدائرة بوفاريك، وقرابة 200 محل بدائرة أولاد يعيش·