^ لم يترك الجزائريّون طريقة إلا وانتهجوها للتعبير عن مناصرتهم للفريق الوطني، رغم بعد المسافة بينهم وعدم تمكّنهم من مساندتهم على المباشر في أنغولا، فبعد الأغاني التشجيعية، التي تتغنى بقوة أشبال الشيخ سعدان وروحهم الرياضية و“البوستيرات“ المعلّقة على جدران المنازل الداخلية والخارجيّة اتّجه “هوس“ الجزائريّين إلى صنع أكواب تحمل صور “أفناك الجزائر“ وإطارات للصّور تحمل أجمل لحظات الخضر في الملاعب وأقراص مضغوطة للسيارات عليها صورة الفريق الوطني الحالي والفريق الوطني لسنوات الثمانينيات، للإشارة إلى أنهم خير خلف لخير سلف جولة قصيرة قادت “الفجر“ إلى أسواق العاصمة، بدءا من ساحة أول ماي ووصولا إلى ساحة الشهداء، أكّدت لنا مدى تعلق الجزائريّين بالفريق الوطني، شاذين بذلك عن مقولة “البعيد عن العين بعيد عن القلب“، وبالموازاة مع تفنّن التجار وإبداع شتى الطرق لتمجيد صانعي أفراح الجزائريّين ولزيادة مبيعاتهم دون شك، لاحظنا إقبالا كبيرا على كل شيء يحمل العلم الوطني أو صورا للفريق الوطني. أكواب تحمل صور أشبال سعدان بمختلف الألوان تباع على طاولات بيع الألبسة الرياضية أو بالأحرى ألبسة الفريق الوطني، لم يكد صاحبها يضعها على الطاولة حتى “انقضّ“ عليه الزبائن، وأغلبهم من النساء. اقتربنا من ياسين، صاحب الطّاولة، فأخبرنا أن هذه الأكواب هي آخر صيحات مناصرة “الخضر“ أحضرها لتوّه من عند المنتج، “وكما ترون ما إن وضعت الكوب الأوّل حتى بدأ التهافت عليها“. تحدّثنا مع آنسة كانت بصدد شراء كوب يحمل صورة غزّال، فأخبرتنا بأنها ستهديه لوالدتها لأنها تعشق هذا اللاعب، مشيرة إلى أنه “لا شيء أجمل ولا أحلى من شرب القهوة في أكواب تحمل صور صانعي أفراحنا“. وفي شارع ديدوش مراد بالعاصمة، جذبنا التفاف مجموعة كبيرة من المواطنين على إحدى الطاولات، ولدى اقترابنا وجدناهم يتسابقون للظفر بآخر الرزنامات والأقراص المضغوطة الممجّدة لأجمل لحظات “الخضر“ في الملاعب، والمتبقية لدى البائع، وعبروا لنا عن فرحتهم للمستوى الذي وصل إليه الفريق الوطني، معربين عن افتخارهم به حتى وإن لم يتوج باللقب الإفريقي، لأنه كثيرا ما كان وراء إدخال الفرحة إلى بيوتهم من قبل.