ضبط الجزائريونعقارب ساعتهم على موعد لقاء 14 نوفمبر، الذي أصبحت تدور حكاياته وتفاصيله علي لسان كل صغير وكبير، فالشوارع والعمارات وحتى السيارات اكتست باللون الأخضر،الأحمر والأبيض، والمناصرون يتسابقون في شراء الأعلام والرايات الخضراء ورابطات الرأس والمعاصم، وكلهم أمل في أن يحقق أشبال سعدان الانتصار الكبير إيذانا لبدء الأفراح التي ستعم أرجاء القطر الوطني. »صوت الأحرار« إنتقلت الى العاصمة لتجس نبض الشارع الجزائري حول هذا اللقاء الهام الذي المزمع إجراؤه السبت المقبل كونها تشكل أهمية كبرى لأنصار المنتخب الجزائري، باعتبارها أخر خطوة لعبور البوابة المونديالية، ذلك أن الفوز باللقاء سينقل أشبال سعدان الى مصاف الأبطال بعد غياب دام قرابة 24 سنة منذ آخر مشاركة لفريقنا الوطني في نهائيات كاس العالم بمكسيكو. الشوارع تتزين بالألوان الحمراء الخضراء والبيضاء خلال تجولنا بشوارع العاصمة لمعرفة الأجواء التي تسبق مباراة المنتخب الوطني بنظيره المصري بالقاهرة السبت المقبل لاحظنا أن الجزائريون متفائلون بنتيجة المباراة التي ستعود لصالح الفريق الوطني، وذلك من خلال شروعهم في التحضير لها كما ينبغي للاحتفال بالفوز على الفراعنة على حد تعبير بعض الشباب الذين استجوبناهم حين أكدوا أنهم يعقدون آمالا كبيرة على العناصر الوطنية للعودة بالتأهل من القاهرة وان اختلفت توقعاتهم بنتيجة المباراة إلا أنها كانت تصب في صالح الخضر وأنت تتجول بين مختلف شوارع العاصمة على غرار حسيبة بن بوعلي العربي بن مهيدي، مرورا بساحة الشهداء وباب الواد إلا ويشد انتباهك غزو الأعلام الوطنية والرايات التي تحمل ألوان الفريق الوطني الأحمر، الأبيض والأخضر، المزينة بها شرفات البيوت التي تظهر مدى تعلق الجزائريين بالفريق الوطني والآمال المعلقة على أشبال سعدان لتحقيق حلم إنتظره الجزائريون طويلا ، فعاشقو »الخضرة« أبوا إلا أن يعبروا بصدق على ما يختلج صدورهم من مشاعر الوطنية التي اختزلت في الالتفاف حول العناصر الوطنية، فتهافت الشباب بكثرة على شراء الأعلام الوطنية من مختلف الأحجام و الأنواع وكذا الألبومات الرياضية التي تتغنى بتأهل الخضر، إضافة إلى أن العديد من السيارات التي تزينت بالرايات الوطنية تحسبا للاحتفال الكبير يوم 14 نوفمبر المقبل، والمحلات هي الأخرى تزينت بصور أشبال المدرب الشيخ سعدان، كما أن الأطفال من جهتهم توافدوا على شراء أقمصة لاعبي المنتخب الوطني على غرار زياني، مطمور، عنتر يحي، بوقرة وغيرهم. جزائريون يحجمون عن متابعة القنوات الرياضية المصرية في غياب قنوات رياضية جزائرية توجه الجزائريون إلى القنوات الرياضية العربية وبالأخص المصرية فضولا منهم على ما يتم بثه عن أخبار المنتخبين على غرار مودرن سبور، دريم وكذا قناة الحياة، إلا أن التصريحات والتحليلات غير الموضوعية وسياسة التجريح الذي صدر من أغلب هذه القنوات خلق جوا من الاستهجان والاستنكار من طرف الجزائريين ونفرتهم من متابعتها، باستثناء بعض البرامج المعتدلة مثل الحصة الرياضية اليومية التي يقدمها حارس المنتخب المصري السابق أحمد شوبير » الكورة مع شوبير« باعتبارها تقدم مادة إعلامية موضوعية بعيدا عن التجريح الذي يعتمده بعض معلقي البرامج الرياضية المصرية الأخرى. وفي هذا الاطار يقول عصام » إن المتتبع للحملة الشرسة التي يقودها بعض الإعلاميين المصريين المتعصبين فى مختلف وسائل الإعلام، خاصة على قنواتهم الفضائية التي أصبحت منابر للتهكم على الجزائريين يبعث على الدهشة والحيرة، حيث تساءل عن المغزى من وراء هذه الحملة التي يقودها أشباه الإعلاميين الذين حولوا استوديوهاتهم التحليلية الى منابر للتهجم على الجزائريين ونعتهم بأبشع النعوت دون أن يعيروا أي اهتمام للأخلاق الإعلامية « في حين أردف صديقه وليد قائلا » لقد توقفت عن مشاهدة القنوات الرياضية منذ مقابلة فريقنا الوطني مع نظيره الزامبي، وذلك بعد الحملة الشرسة التي قاده بعض الإعلاميين المصريين علينا ونعتونا بأبشع الأوصاف وأقذرها، واتهموا المناصرين الجزائريين بأنهم يتسمون بالعنف والتعصب« مقابلة مصر الجزائر تنعش سوق الأشرطة وفي قلب العاصمة الجزائرية بشارع الشهيد العربي بن مهيدي وغيرها من شوارع العاصمة، وجد أصحاب محلات الأشرطة الغنائية ضالتهم في بيع الشرائط الغنائية الحديثة التي أصدرها بعض المطربين الشباب، والتي تتغنى فيها بالمنتخب الوطني الجزائري وانتصاراته وتتوعد فيه الفراعنة يوم 14 نوفمبر المقبل، وفي هذا الاطار قال صاحب محل لبيع الكاسيت بشارع العربي بن مهيدي، متحدثا ل صوت الأحرار إن » الإقبال على الأشرطة الغنائية التي تتغنى بالفريق الوطني زاد كثيرا في الأيام الأخيرة، وتضاعف عشرات المرات مشيرا إلى أن هذه الأغاني أصبحت تحتل الصدارة في مجموع مبيعات الأشرطة والأقراص المضغوطة. فالكل يحفظ أغنية» لالجيري بلادي ساكنا في قلبي.... تتكاليفيي و إنشاء الله يا ربي كي بكري ماجر عصاد بلومي...« عن ظهر قلب، » ومعاك ياالخضرة ديري حالة على كل لسان« وغيرها من الأغاني الممجدة لتاريخ الجزائر الكروي، والباعثة للحماس في نفوس المشجعين والمناصرين الجزائريين. مناصرو الخضر يستعدون للرحيل إلى القاهرة تم التحضير لهذا الموعد الهام من الأنصار منذ آخر لقاء لعبه أشبال الخضر قبل شهر أي منذ نهاية لقاء روندا، حيث أضحت مواجهة مصر الشغل الشاغل للجماهير التي وعدت بالوقوف بجنب الفريق الوطني والتنقل الى بلد الأهرامات، ومساندة زملاء زياني بإستاد القاهرة مثلما يقول محمد. م من العاصمة الذي صادفناه بوكالة الخطوط الجزائرية » منذ نهاية مباراة روندا ونحن نفكر في المباراة المقبلة مصر، سنكون حاضرين بملعب القاهرة في يوم اللقاء، وسنشحن رفقاء بوقرة بهتافاتنا التحفيزية من أجل الفوز على المنتخب المصري«، وبنبرة المتفائل قال هشام الذي أكد انه يناصر فريق مولودية الجزائر » نملك عناصر قادرة على تحقيق الفوز بمصر ومن ثمة التأهل، حيث ستكون صفعة قوية في وجه بعض الإعلاميين المصريين الذين استصغروا فريقنا، وأرادوا أن يؤثر على عناصره بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، مشيرا الى أن الفريق الوطني قد جمع شمل كل الجزائريين وكل أنصار الفرق الوطنية على صوت واحد »معاك يالخضرة ديري حالة« في حين قال هشام المنتخب الوحيد القادر على تجميع كل الولايات، في حين أكد صديقه عمر قائلا »سأتنقل إلى القاهرة رغم صعوبة السفرية إلا أن كل شيء يهون من أجل الخضر، فسعدان وأشباله منحونا السعادة وانسونا هموم الحياة ومشاغلها«. هذا وقد عرف اليوم الأول من انطلاق بيع التذاكر على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية إقبالا كبيرا حيث تم بيع حوالي ألف تذكرة من مجموع عدد التذاكر المقدر ب 1900 تذكرة منحت للمناصرين الجزائريين، وعند اقترابنا من بعض الشباب الذي كان بصدد اقتناء تذاكر اللقاء أكدوا أنهم سيتنقلون الى القاهرة لمناصرة الفريق الوطني ومحاولة خلق أجواء حماسية لإعطاء شحنة إضافية للعناصر الوطنية من اجل الفوز على الفريق المصري، مؤكدين بأنهم سيقيمون الأفراح في القاهرة استعداد للعرس الكبير بالجزائر. فما لمسناه من نبض الشارع الجزائري يؤكد مدى الآمال المعلقة على أشبال المدرب الوطني رابح سعدان، في تحقيق الانتصار على المنتخب المصري والعودة بالتأهل لمونديال جنوب أفريقا من أم الدنيا، ومن هنا فأعين كل الجزائريين عامة طارت باتجاه أم الدنيا لترصد آخر الأخبار عن المباراة قبل أن تحط أرجل لاعبي الخضر بأرض الفراعنة.