''ليست نهاية العالم .. فنحن في كأس العالم'' عبارات تدوي في قلب العاصمة بالرغم من إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم ليلة أول أمس في الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا ,2010 إلا أن سكان الجزائر العاصمة أبوا إلا أن يخرجوا إلى الشوارع والساحات العمومية للتعبير عن مساندتهم لفريقهم الذي طالما منحهم الانتصارات والأفراح. فلم يمنع هذا الإقصاء المواطنين من مختلف الأعمار من الخروج للاحتفال بالمنتخب الوطني الذي خرج من هذه المباراة كما عبر العديد منهم ''مرفوع الرأس بالنظر إلى التحيز الواضح الذي أظهره حكم المباراة، الذي قسى كثيرا على رفقاء زياني حتى وصل به الأمر إلى رفض مصافحة أحد لاعبي الفريق الوطني عندما اقترب منه وهو يهم ليخرج من الميدان، وقد أبدى شباب العاصمة عبر مختلف البلديات والمقاطعات الإدارية تعاطفهم الكبير مع فريق المتأهلين لكأس العالم. ''معاك يا حليش باش جراح ما ترانديش'' ولقد أكد مناصرو المنتخب الوطني الذين خرجوا إلى شوارع وأزقة العاصمة، سهرة الخميس بعد انتهاء مباراة الجزائر مصر ، أن النجاح والتألق هي تلك الروح الوطنية التي تمتع بها رفقاء حليش، رغم القسوة المفضوحة التي ظهر بها الحكم البنيني كوفي كوجيا، الأمر الذي دفعهم إلى الخروج عن بكرة أبيهم إلى الشوارع والطرقات مرددين شعارات الانتصار. ففي باش جراح وبمجرد تسلم اللاعب والمدافع رفيق حليش البطاقة الصفراء وبعدها ضربة الجزاء مباشرة، خرج شباب المنطقة مرددين عبارة ''معاك يا حليش باش جراح ما ترانديش'' رافعين الرايات الوطنية، في حين ساندتهن السيدات والنسوة بالزغاريد، مؤكدين جميعا مساندتهم المعنوية ل ''الخضر'' الذين مثلونا أمام نجوم القارة الإفريقية، خاصة بعدما لم تتوقع الكثير من البلدان المشاركة في دورة كأس أمم إفريقيا تأهل الجزائر للدور نصف النهائي. من جهة أخرى لم يتوان شباب بلدية باش جراح عن إعلان الفرحة بتذكر التأهل النظيف للنصف النهائي على حساب فيلة كوت ديفوار، وذلك بترديد الأغاني وتبادل الرقصات فيما بينهم، إضافة إلى الزغاريد التي علت سماء باش جراح من طرف النسوة اللائي رفضت البقاء ببيوتهن وخرجن بالقرب من مداخل العمارات. حتى أن ''الخالة فاطمة'' التي شجعت المناصرين من شرفتها رددت: ''هيا يا أسود الجزائر أين انتم اخرجوا إلى الشارع وساندوا منتخبكم الذي رفع رؤوسكم أمام العالم''، ولم تتوقف عن التشجيع بزغاريدها العالية. العاصميون يؤكدون .. فوز المصريين هدية من الحكم كما رفض المناصرون الذين خرجوا لشوارع العاصمة، ذرف الدموع رغم عيونهم الممتلئة بها، خاصة بعدما تأكد للعالم أجمع استحقاق الفوز بجدارة لمحاربي الصحراء الذين تمكنوا من تخطي كل العقبات التي وقفت في طريقهم، وزادت من فرحتهم عزيمة منتخبهم الوطني بعد هدية الفوز التي قدمها الحكم البنيني للمنتخب المصري، خاصة بعدما اعتمدوا العنف في اللعب دون أن يقدم لهم أي إنذار، عكس الإنذارات التي تهاطلت على المنتخب الوطني، سيما وأنه لم يعتمد حتى الإنذارات الشفوية، حيث عمل على تغطية الأخطاء الفادحة التي ارتكبها المنتخب المصري وهو ما اعتبره الجزائريون قوة زادت من عزيمة لاعبينا وليس العكس. ........ والبطاقات الحمراء فاكهة المباراة لم يتوقف شباب العاصمة عن التحدث عن طريقة لعب المباراة، متسائلين عن البطاقات الحمراء التي رفعها الحكم ضد عناصر المنتخب الوطني، حيث قال (سمير - م) إن تلك البطاقات الحمراء كانت بمثابة فاكهة المباراة التي قدمها للمنتخب المصري الذي لم يستح، الأمر الذي كشف المؤامرة التي خطط لها ضد أشبال المدرب الوطني سعدان، مؤكدا أنها طعنة في ظهر الجزائريين، إلا أن ما أسعد المناصرين هي الروح الوطنية التي تمتع بها ممثلونا أمام الدول الإفريقية، كما عبر المناصرون على ثقتهم الكبيرة بمنتخبهم الوطني، خاصة بعدما خرج بشرف من دورة أمم إفريقيا. ورغم مساندة الجزائريين لمنتخبهم الوطني وتعبيرهم على السعادة بالأبطال ومحاربي الصحراء، إلا أن مشهد إخراج حليش من المباراة وعدم مصافحة الحكم للاعب والمهاجم غزال بقيت حرقة في قلوبهم أبكت الصغار قبل الكبار، الأمر الذي يؤكد عدم نزاهة الحكم رغم مشواره الطويل. ''خفنا من نكسة المسنين .. حتى أصيب الشباب'' تخوف الشعب الجزائري من نكسة المسنين المصابين بمرض القلب أو الضغط، خاصة بعدما أكد المحللون الرياضيون صعوبة المباراة، إلا أن القاعدة انقلبت، حيث مست هذه المرة الشباب وعلى غرارهم الشاب خليل الذي لا يتعدى عمرة 20 سنة، حيث لم ينته الشوط الأول حتى تعرض خليل لنوبة أدت به إلى انخفاض في الضغط، مما أجبر العائلة إلى المسارعة بنقله إلى المستوصف الطبي المتواجد على مستوى بلدية باش جراح لتلقي العلاج المناسب، إلا أنه لم يتوقف عن متابعة المباراة بعد عودته للبيت قائلا: ''منتخبنا رجال وطنيين حققوا لنا الفوز الأكبر بعدما أوصلونا إلى الدور نصف النهائي''. ''ليست نهاية العالم لكننا في كأس العالم'' أكد مناصرو ''الخضر'' أن الهزيمة التي لحقت بالمنتخب الوطني ليست بالضربة القاتلة ولا نهاية العالم وإنما كأس العالم في انتظارنا، خاصة بعدما دخلت الجزائر دورة كأس العالم من بابها الواسع بعد الضربة القاضية التي حققها ''الخضر'' بملعب ''أم درمان'' بالسودان أين حنطوا الفراعنة يوم 18 نوفمبر 2009 ، معبرين عن فرحتهم الكبيرة، خاصة وأن الراية الوطنية ستعلو جنبا إلى جنب أمام رايات الدول الأور،بية بعد أربعة وعشرين سنة من الانتظار، الأمر الذي أعاد الحياة للمناصرين. بساحة الشهداء و''أودان''... النتيجة الثقيلة لا تنقص من قيمة ''الخضر'' وكما هي العادة رفع المواطنون الأعلام الوطنية وارتدوا قمصان المنتخب الوطني وجابوا شوارع مدينة الجزائر سيما على مستوى ساحة ''موريس أودان'' مرورا بالبريد المركزي ووصولا إلى ساحة الشهداء وهم يرددون الأغاني الرياضية المساندة لعناصر المنتخب الوطني. كما تعالت زغاريد النسوة من شرفات المنازل ممتزجة بأصوات منبهات السيارات وعبارات التشجيع المعتادة خاصة منها ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' ناهيك عن المفرقعات والألعاب النارية. وفي أجواء احتفالية ميزتها روح المساندة للمنتخب الوطني أكد العديد من الشباب وقوفهم إلى جانب هذا الفريق الشاب الذي --كما قال-- جمال ''يكفينا فخرا أنه طالما أدخل الأفراح إلى قلوب الجزائريين خلال الأشهر الماضية، كما أنه سيكون الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم المقررة بجنوب إفريقيا وهو إنجاز لا يستهان به''.