طالب سكان مداشر البلديات النائية بالناحية الشمالية الغربية لولاية الشلف المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية، بتوفير النقل المدرسي لأبنائهم لغياب النقل وعدم كفاية وسائل النقل العمومي بهذه الجهة حيث يعاني أبناؤهم الأمرّين في الالتحاق بمدارسهم وخاصة في هذه الأيام، بالنظر إلى تردي الأحوال الجوية وصعوبة التضاريس بالمنطقة، إذ يضطر تلاميذ هاته المناطق للتنقل مشيا على الأقدام قصد الالتحاق بمقاعد الدراسة مع ما يعني ذلك من مخاطر على هؤلاء التلاميذ الذين يرفض سائقو النقل العمومي حملهم. وكانت ولاية الشلف قد استفادت هذا الموسم من 32 حافلة جديدة موجهة لتدعيم النقل المدرسي بالمناطق الريفية والنائية بالولاية، إلا أن عدم جاهزية هذه المركبات من قبل الجهة الممونة وهي المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية، حال دون استفادة بلديات الولاية من هذه المركبات التي خصص لها مبلغ 14 مليار سنتيم من حصة 88 مليار الموجهة لتدعيم حظيرة البلديات من مركبات رفع النفايات المنزلية وكذا صهاريج المياه المتنقلة. كما تقدمت مصالح الولاية بطلبات أخرى لدى وزارة التضامن الوطني لتدعيم الولايات بحصة من حافلات النقل المدرسي لتوجيهها للبلديات النائية والريفية والتي لا تقوى ميزانيتها على التكفل بهذا الجانب. كما طالبت في ذات السياق بعض البلديات من مديرية النشاط الاجتماعي للولاية، تدعيم مصالحها بحافلات النقل المدرسي، إلا أن رد مصالح مديرية النشاط الاجتماعي كان بالسلب بسبب عدم قدرتها على تغطية جميع بلديات الولاية بحافلات التضامن الوطني والتي كانت تمنح في السابق وفقا لحاجة كل بلدية ووفقا لدرجة بعدها عن المراكز الحضرية وعجز ميزانية البلدية في التكفل بالنقل المدرسي والذي كثيرا ما كان يثير احتجاجات الأولياء والمعلمين على حد سواء. للإشارة، تقدر مصادر مقربة من مديرية التربية حجم العجز ب 160 حافلة لما يصل إلى أكثر من 27 ألف تلميذ في مرحلتي الابتدائي والمتوسط من أصل 256 ألف و404 تلميذ بالقطاع، حيث تحصي مديرية التربية اليوم بحظيرتها المخصصة للنقل المدرسي ما يصل إلى 63 حافلة منحت للولاية في إطار التضامن الوطني لتوزيعها على البلديات النائية والفقيرة من أجل تغطية العجز المسجل في نقل التلاميذ إلى مدارسهم إلا أن نسبة العجز لا تزال كبيرة جدا. من جهته، دعا والي الشلف، رؤساء البلديات إلى السعي للبحث عن طرق ناجعة لضمان توفير النقل المدرسي لتلاميذ المناطق الريفية والنائية سواء عن طريق إبرام اتفاقيات مع المتعاملين الخواص في مجال النقل العمومي لضمان نقل التلاميذ على أن تكون مساهمة البلدية متوازنة مع مساهمة أولياء التلاميذ بالنظر إلى قلة حصة الولاية في هذا المجال والتي لا تتعدى ال22 حافلة.