لا يزال النقل المدرسي غائبا عن العديد من بلديات وقرى الولاية بالشلف، رغم تخصيص السلطات المحلية لأظرفة مالية من أجل تغطية النقل المدرسي ومساعدة أبناء المناطق النائية على الدراسة في ظروف مواتية، إلا أن عدم كفاية توزيع حافلات النقل المدرسي جعل الكثير من أبناء القرى والبقع النائية يعانون الأمرّين. طالب أولياء تلاميذ بقعة "بني قريبة" التابعة لبلدية الشلف، بتوفير النقل المدرسي لضمان تنقل أبنائهم للمؤسسات التربوية بحي الحرية التي تبعد عن مقر إقامتهم ب 05 كليومتر يقطعونها راجلين في ظل غياب وسائل النقل الخاصة بالنقل المدرسي، أو تلك المتعلقة بالنقل العمومي للمسافرين. حيث يضطر أبناء قرية "بني قريبة" لقطع مسافة لا تقل عن 10 كليومتر (ذهابا وإيابا) لبلوغ مقاعد الدراسة على طول الطريق الوطني رقم 19أ، هذا نتيجة لغياب النقل المدرسي بهذه القرية التي تقع على مشارف "حي الحرية " عند المدخل الشمالي لعاصمة الولاية. كما يتخوف أولياء التلاميذ على أبنائهم الذين يقطعون المسافة راجلين عبر الطريق الوطني، مع ما يعرفه هذا الطريق من حركة مرور كثيفة، وما يمكن أن ينجر عن ذلك من حوادث مرور مميتة في حالة قطع الطريق من قبل هؤلاء التلاميذ الذي يدرسون في الطور الأول ولا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. وطالب أولياء هؤلاء التلاميذ من مديرية النقل، بضرورة إجبار الناقلين الخواص على التوقف ببقعتهم، لنقل أبنائهم إلى مدارسهم على مشارف مدينة الشلف، أو تخصيص حافلات للنقل المدرسي في الوقت الذي يعاني فيه أبناء المناطق النائية من صعوبة التمدرس بفعل بعد المؤسسات التربوية عن مقر إقامة التلاميذ، وكذا لغياب وسائل النقل المناسبة سواء لغياب المردودية أو لاهتراء الطرقات بهذه المناطق. كما يشتكي سكان البقعة عموما من الناقلين الخواص الذين يرفضون التوقف ببقعتهم بحجة عدم وجود نقطة توقف، أو بسبب غياب الزبائن، حيث كثيرا ما يقومون بإنزال الزبائن بمسافات بعيدة عن بقعتهم، الأمر الذي يتسبب في حدوث مناوشات بينهم وبين هؤلاء الناقلين. وكثيرا ما يضطر هؤلاء الزبائن إلى قطع المسافة المتبقية راجلين وسط حقول البرتقال القريبة، وإمكانية تعرضهم إلى أخطار محتملة بذات الجهة. وكانت مؤخرا مديرية الإدارة المحلية لولاية الشلف قد خصصت اعتمادا ماليا يقدر ب 250 مليون سنتيم موزعة على22 بلدية من ضمن35 بلدية تضمها الولاية، لتدعيم البلديات الفقيرة والنائية على تغطية العجز المسجل في النقل المدرسي بالنسبة للمداشر والبقع النائية، تخفيفا لأبناء هذه المناطق المحرومة والتي يضطر غالبية تلاميذها إلى الالتحاق بمقاعد الدراسة في وضعيات جد مزرية، فإذا لم تكن عن طريق سيارات الخواص فإن المسافة الفاصلة ما بين المنزل والمدرسة يقطعونها راجلين في وسط ظروف مناخية قاهرة.إلا أن نسبة العجز لا تزال مرتفعة حيث تقدر ب 160حافلة لما يصل إلى أكثر من27 ألف تلميذ في مرحلتي الابتدائي والمتوسط، في الوقت الذي تحصي مديرية التربية بحظيرتها 63 حافلة فقط ممنوحة للولاية في إطار التضامن الوطني .