استورد معهد باستور الجهة التجارية الوحيدة المخولة باستيراد اللقاح في الجزائر 6.5 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للسل والالتهاب الكبد الفيروسي "ب" الموجهة للرضع حديثي الولادة بعد أن شهدت أغلب المؤسسات الإستشفائية ندرة حادة في لقاحات الرضع رهنت حياة 700 ألف رضيع على مدار الستة أشهر الأخيرة. قررت أمس، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وضع حد لبزنسة بعض الأطباء الخواص بلقاحات الرضع المفقودة في السوق منذ أكثر من 6 أشهر حيث خصصت الوزارة الوصية غلافا ماليا تجاوز عتبة 10 ملايير سنتيم لاستيراد 6.5 مليون من اللقاحات الموجهة للرضع حديثي الولادة من بينها 3 ملايين جرعة لقاح مضاد للالتهاب الكبدي الفيروسي "ب" و3.5 مليون جرعة لقاح مضاد لداء السل "بي سي جي" . وتكفل معهد باستور الجهة التجارية الوحيدة المخولة لاستيراد اللقاحات في الجزائر بإتمام إجراءات التفاوض مع مخبر أمصال هندي بعد جملة من المفاوضات مع عدد من مخابر الأمصال وإنتاج اللقاحات في أوربا وأمريكا على أن يتم فحص ومراقبة عينات من الحصص المستلمة من اللقاحات على مستوى مخابر معهد باستور الجزائر بصفة تدريجية للتأكد من مطابقتها للمعايير المعتمدة في الجزائر ومن ثم توزيعها على مختلف المؤسسات الإستشفائية المنتشرة عبر التراب الوطني وفق احتياجات كل منطقة. وشهدت أزمة ندرة لقاحات الرضع منعرجا خطيرا في الآونة الأخير بعد أن تجاوز تماطل المؤسسات الإستشفائية الجوارية تلقيح الرضع حديثي الولادة ضد التهاب الكبد الفيروسي الستة أشهر إثر تأخر معهد باستور إتمام صفقات استيراد الكميات المطلوبة وأرجع الدكتور محمد بقاط بركاني عميد الأطباء الجزائريين أزمة لقاحات الرضع إلى الاضطرابات الإدارية التي شهدها معهد باستور الجزائر خلال مطلع السنة الجارية وإقالة المدير العام. وأشار الدكتور بركاني إلى أن الزّج بمعهد باستور وجميع المؤسسات ذات الصلة في صفقة لقاحات أنفلونزا الخنازير وتناسي تموين الصيدلية المركزية والمؤسسات الإستشفائية الجوارية باللقاحات الموجهة للرضع، خاصة حديثي الولادة والتي لا تقل أهمية عن لقاحات أنفلونزا الخنازير وتشهد طلبا عالميا أكبر، أزّم الوضعية أكثر بالإضافة إلى شلّ إضراب الأطباء للمؤسسات الإستشفائية الجوارية ما رهن حياة الرضع حديثي الولادة لعدم تلقيهم تلقيحات ضرورية خلال الفترة المحددة للتلقيح. ومن جانبه أكد البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لتطوير البحث وترقيته أن ثغرات تموين الجزائر باللقاحات الضرورية ستؤثر على الرضع وأيضا على إستراتيجية التلقيح بصفة عامة على المدى البعيد، داعيا الجهات الوصية لمراجعة آليات استيراد الجزائر للقاحات، ووضع خطة استعجالية لاستدراك التأخرات لإنقاذ حوالي 700 ألف رضيع وإرساء إستراتيجية وطنية على مستوى تخزين اللقاحات الضرورية وأدوية الأمراض المزمنة بصفة تؤمن الجزائر من أي أزمة مماثلة مستقبلا.