دعا مختص في المجالات الطبية والأمصال وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى جلب اللقاحات الخاصة بالرضع في العبوات ذات الجرعة الواحدة، بدل التي تحتوي على 10 أو 20 جرعة لتفادي ضرورة انتظار استكمال نصاب العدد الكافي من الرضع للانطلاق في عملية تلقيحهم، وهو المعمول به حاليا على مستوى المستوصفات والعيادات الجوارية. واقترح المختص، للتقليص من مشكل ندرة اللقاح، أن تجلب الجهات المعنية عبوات اللقاح الخاص بالرّضع التي تحتوي على 10 أو 20 جرعة وأخرى تحتوي على جرعة واحدة، “وفي الوقت الذي يتم التلقيح بالنوع الأول من اللقاحات مجانا وفي المراكز الصحية، يوزّع النوع الثاني، بحكم أنه أغلى من النوع الأول، على الصيدليات لتمكين الأولياء من شراء اللقاح في حال أرادوا تفادي انتظار دور رضيعهم للخضوع للتلقيح”. وأشار المتحدث إلى أنه “يتوجب على القطاع الصحي أن يترك حرية الاختيار للأولياء بين تلقيح أبنائهم مجانا والاضطرار إلى الانتظار في طوابير أو حتى تأخير الخضوع للتلقيح، أو شراء اللقاح وتلقيح أبنائهم في الوقت المناسب“، مؤكدا أن أغلب الأولياء سيلجأون إلى شراء اللقاح وتفادي المشاكل التي تعترض العملية. وقال المختص إن “الوزارة المعنية تعمد إلى شراء كميات اللقاح الخاص بالرضع في عبوات تحتوي على جرعات لا تقل عن ال10، لأن سعرها أقل من تلك التي تحتوي على جرعة واحدة فقط“، مؤكدا “إن ما توفره من أموال عند اقتناء الجرعات “بالجملة“ تخسره عند رمي ما تبقى من الجرعات بعد فتح العبوة وعدم استعمالها كاملة”. وأوضح المتحدث أن “هذا الأمر جعل القائمين على التلقيح في المراكز الصحية أو المستشفيات يشترطون ألا يقل عدد الأطفال المعنيين بالتلقيح عن عدد الجرعات الموجودة في العبوة الواحدة، وهذا ما يدفعهم إلى إعطاء موعد آخر لإجراء اللقاح أو التحجّج بندرة اللقاح”. التأخر في التلقيح الأول يؤدي إلى تدهور صحة الرضيع وقال المتحدث إن المشكل في تأخّر التلقيح يطرح بالنسبة للّقاح الأول الذي يعتبر أساسيا وليس في إعادة التلقيح، “فتأخر المرحلة الأولى من التلقيح ضد الشلل والتيتانوس والتهاب الكبد الفيروسي والسعال الديكي والتهاب السحايا والديفتيريا هو الذي يعرّض الطفل للإصابة بأحد هذه الأمراض، وبالنسبة لإعادة التلقيح فالتأخير لا يشكل مشكلة كبيرة، لأن مفعول الأجسام المضادة الخاصة بالتلقيح الأول يبقى قائما”. ولتوضيح الصورة أكثر، قال المتحدث إنه مثلا بالنسبة لمرض التهاب السحايا يجب عدم التأخر في تلقيح الطفل في المرة الأولى حين يبلغ ثلاثة أشهر من عمره، وإذا تعدى هذا العمر فإن احتمال الإصابة بالمرض تكون مرتفعة، لأنه في حال تعرضه للفيروس المسبب له لن يجد الأجسام المضادة التي تحميه، وفي المقابل إذا تأخرت إعادة التلقيح التي تتم عادة عندما يبلغ أربعة أشهر فإن الطفل لن يكون معرضا للإصابة، على ألا تتعدى مدة التأخير الشهر الواحد”.