لمّح أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، دون أن ينزع قبعة الوزير الأول، إلى استراتجية التحالف الرئاسي تحت قيادة حزبه، ولخصها في الرفع من التكفل بمظاهر الفوضى والفساد والتصدي للرشوة والتهاون بالمال العام، تشديد إجراءات التنقل في حق الجزائريين عنصرية وحذر الجميع من استمرار الاتكال على موارد النفط، الذي هو في تراجع ملحوظ، حسب تعبيره. كما ندد المتحدث بتشديد واشنطن وباريس لإجراءات التنقل على الرعايا الجزائريين بمطاراتها، واصفا إياها ب“العنصرية“. أشار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، على هامش استلامه القيادة الدورية للتحالف الرئاسي من حمس، بمقر حزبه بالعاصمة، إلى تعزز الأوضاع الأمنية وتحسنها عبر مختلف ربوع الوطن، بفضل سياسية السلم والمصالحة الوطنية التي انتهجها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب تضحيات جسيمة لمختلف قوات الأمن، وهي تصريحات تصب في نفس اتجاه تصريحات وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، أمس الأول بمقر المجلس الشعبي الوطني. الأمين العام للأرندي، وهو يستلم الرئاسة الدورية للتحالف من أبو جرة سلطاني، أبرز الخطوط العريضة لسياسته المستقبلية بعبارات واقعية ودبلوماسية أيضا، حيث أكد أن عودة الأمن والاستقرار لا تعني حجب الانشغال عن الظواهر السلبية التي تشهدها الساحة الوطنية، وفي مقدمتها انتشار الفوضى والعنف أمام نوع من اللامبالاة، حسب تعبيره، الى جانب تفشي الرشوة والتهاون في تسيير المال العام، وكذا المضاربة في التعاملات الاقتصادية والتجارية على حساب مصالح المواطنين، ما يجعل الدولة لا تتوانى في مكافحتها. وعاد أحمد أويحيى إلى قضية تشديد واشنطن وباريس لإجراءات التنقل تجاه الرعايا الجزائريين، ليصف الإجراء ب“العنصري“، في وقت تناشد هذه الدول تمديد جسور الصداقة والتعاون مع الجزائر، وتعبر عن هذه الرغبة في مختلف المحافل الدولية والمناسبات الثنائية.أويحيى، وهو يتحدث عن الاحتجاجات في عالم الشغل على ضوء التحركات العمالية الأخيرة، حذر من استمرار الاتكالية على أوهام النفط فقط، مؤكدا أن المورد الذي يعد شريان الاقتصاد الجزائري “تراجع بشكل ملحوظ، ما يدعو جميع الجزائريين الى التفطن لتأمين مستقبل البلاد“. وبمناسبة انعقاد قمة التحالف، أكد أويحيى على الخيار الاستراتجي لمواصلة التحالف الرئاسي، وهو نفس الموقف الذي أكده رئيس حمس، أبو جرة سلطاني، وإن اعترف بوجود إيجابيات وسلبيات يعمل الشركاء على تداركها لاحقا، منها تفعيل التنسيق الهرمي، من المستوى المركزي إلى المحلي، كما لم يخف رغبة حمس في ترقية الإطار إلى شراكة سياسية، في حين اكتفى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بإلقاء كلمة قصيرة لم تخرج عن الإشادة بمجهودات أبوجرة خلال فترة رئاسته، وتهنئة أحمد أويحيى على استلام القيادة الدورية للتحالف الرئاسي.