يعاني الطلبة الجامعيون بتيبازة من أزمة حادة في النقل الجامعي، حيث أصبح تنقلهم للتحصيل العلمي معاناة يومية لم تلق الآذان الصاغية، نتيجة النقص الكبير الذي تعرفه الولاية في عدد الحافلات مقابل عدد الطلبة الذي يتزايد كل عام السنة بدأت بالإحتجاجات المتكررة أسبوعيا ويشكو طلبة تيبازة من نقص عدد حافلات النقل الجامعي الذي يدفعهم بشكل يومي إلى الاندفاع وراء بعضهم البعض للذهاب والإياب من وإلى الجامعة، سواء بالعاصمة أو بالبليدة، والاحتكاك ببعضهم البعض، مما يسبب في كثير من الحالات التي رأيناها وسمعنا عنها اختناق الطالبات اللواتي يجدن صعوبة في التنفس. كما أدى هذا المشكل إلى انتشار السرقة وسط الطلبة، وكثيرا ما تحدث مشادات بين الطلبة بسبب الأماكن في الحافلة نتيجة الضغط الحاصل. وفي نفس السياق يتكرر منظر أصبح ظاهرة يعرف بها طلبة تيبازة وهو الازدحام الشديد الذي يعبّر عنه الطلبة بقولهم إنهم يتنقلون إلى جامعاتهم “داخل علبة سردين”، والذي يسبقه خلال الفترة الصباحية أو بالجزائر العاصمة أو حتى بالبليدة خلال الفترة المسائية، الجري وراء الحافلة لضمان مكان يسمح لهم الذهاب جالسين لعشرات الكيلومترات. اشتكى الطلبة من جهة أخرى، من تزايد عدد الطلبة المرتفع كل عام مقابل عدد الحافلات الذي بقي ثابتا منذ سنوات لا يسع عدد الطلبة المتنامي، والمنطق يقول إن عدد الحافلات مواز لعدد الطلبة لكن الواقع والملموس شيء آخر. ولدى استماعنا لانشغالات الطلبة، قالت طالبة في السنة الرابعة بكلية الحقوق في إشارة منها إلى الوضع الكارثي الذي يعيشه الطلبة “هذه هي نخبة الجزائر التي ستبني الغد، فانظروا كيف تعاني وفي أي ظروف تدرس”.. تعبيرا منها عن ألم هؤلاء لما يلاقونه من إرهاق يومي. كما عبّرت عنه أخرى بقولها “صراحة أصبح همي الوحيد قبل خروجي من الكلية هو كيفية ركوب الحافلة وضمان العودة إلى المنزل”. أما آخرون فيفضلون اجتناب الضغط وضياع الوقت لعدم رغبتهم في خوض غمار لحظات ركوب الحافلة، فيلجؤون إلى اعتماد وسائل النقل العمومي الذي يرهق جيوب الآباء القاطنين بالأحياء الشعبية ومحدودي الدخل ويزيد من المصاريف اليومية للطالب، مما يؤثر لا محالة على ميزانية الأسرة. كما أفاد لنا طالب آخر يدرس بجامعة البليدة أن المشهد العام لهذه السنة هو الإحتجاجات التي تتكرر أسبوعيا، حيث كان آخرها بمحطة بوسماعيل، وقبلها بحجوط، وما تعانيه الطالبات على وجه الخصوص القاطنات بإقليم بلدية سيدي راشد من ويلات، إذ يتعرضهن للتحرشات والمضايقات التي لا ترحم عند الصباح الباكر أو حين حلول الظلام الدامس. وفي هذا الصدد لم تخف لنا بعضهن إمكانية تعرضهن للاغتصاب وتضييع مستقبلهن لعدم وجود حافلة نقل واحدة على الأقل تقلهن إلى سيدي راشد، الأمر الذي يتسبب في انقطاعهن عن الدراسة للظروف الصعبة. ومن المفارقات العجيبة التي حدثنا عنها طلبة جامعة باب الزوار القاطنين ببلدية تيبازة وضواحيها، هو توقف حافلة باب الزوار التي تنطلق على الساعة الثانية والنصف زوالا بتيبازة، وعدم توقف حافلة باب الزوار التابعة لحجوط في تيبازة التي يفضل سائقها المرور عبر البليدة والعفرون لتصل على الساعة السادسة والنصف مساء لحجوط، أي في الظلام خاصة أيام الشتاء، وهو ما يجبر الطلبة المتمدرسين بباب الزوار والقاطنين بمدينة تيبازة وضواحيها الذين يدرسون خلال الفترة المسائية على انتظار قدوم الأولياء في حجوط. وفي المقابل صرّح لنا الطلبة الذين تحدثوا مع السائق أنه أجابهم بأنها تعليمات إدارية تنص عليه ألا يمر بتيبازة، فهل هذا معقول..؟ وتشتد أزمة النقل هذه صباح كل أحد وقت التحاق الطلبة المقيمين بالأحياء الجامعية والطلبة الآخرين، ونهار كل خميس عند عودتهم إلى منازلهم. وفي الأخير طلبة تيبازة في حاجة إلى من يسعفهم ويخرجهم من هذه المعاناة، ويطالبون المسؤولين عن النقل الجامعي بالتكفل بحق من حقوقهم المشروعة.