يعاني عدد كبير من الطلبة الجامعيين الذين دخلوا الامتحانات الاستدراكية هذه الأيام، من جملة مشاكل وذلك جرّاء غلق جل مطاعم الإقامات الجامعية المنتشرة عبر ولايات الشرق أبوابها، وذلك يجبرهم على تخصيص ميزانية مالية لسد هذه الحاجة الضرورية. * يحدث هذا في ظل عدم إيجاد ميكانيزم مناسب لحل هذا النقص وغياب من ثمة أية استجابة من طرف الجهات الوصية ردا على هذا الانشغال الذي أضحى يطرح على نحو متكرّر عند كل دخول جامعي، علما بأن هناك إقامات جامعية تفتح مطاعمها مطلع كل دخول جامعي على غرار مثلا مطعم إقامة الجسر الأبيض بعنابة، لأن به طلبة طب وهو المطعم الاستثناء من بين 18 مطعما خاصا بالإقامات الجامعية المنتشرة على مستوى ولاية عنابة فقط، وفي الإمكان تعميم المشكل بجل الإقامات الجامعية بولايات الشرق. وقد سبق وأن طرح أيضا الطلبة الأجانب هذا المشكل على المسؤولين المحليين بعدة ولايات من ولايات الشرق على غرار قسنطينة التي تضم عددا كبيرا من الإقامات الجامعية والطلبة الأجانب، حيث تطرقت شكوى هؤلاء حول غياب المطاعم بالإقامات الجامعية، سيما في الفترة التي تعقب الاحتفال بعيدي الفطر والكبير، إذ تشهد مطاعم الإقامات شللا تاما يضاف إلى ذلك غلق مطاعم المدينة ومحلاتها، مما يجعل هؤلاء الطلبة يغرقون في معاناة حقيقية تضاف إليها مشاكل النقل التي تعرف هي الأخرى انسدادا لا يقل حدّة عن مشكل المطاعم. * * طلبة يلجأون إلى مطاعم الرحمة والهلال الأحمر للظفر بوجبات خلال فترة الاستدراك بوهران * تزامنت امتحانات الاستدراك ببعض التخصّصات بجامعة وهران، مع الأسبوع الأخير من رمضان، وتتواصل إلى غاية هذا الأسبوع في ظروف جدّ عصيبة بالنسبة للطلبة المقيمين بالإقامات الجامعية والتي لا يزال معظمها في عطلة، حيث اضطّر عدد من الطلبة إلى مزاحمة الفقراء في مطاعم الرحمة والهلال الأحمر. * عبّر الكثير من الطلبة الذين يجتازون امتحانات الاستدراك بمختلف التخصّصات، هذه الأيّام عن استيائهم من الأوضاع التي يعيشونها داخل الاقامات الجامعية والتي خلقت لهم أزمات نفسية وضغوطا كبيرة إلى جانب ما يعانونه من ضغوط التحضير للامتحانات، حيث لم يتمكّن بعض الطلبة الذين برمجت امتحاناتهم في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، من الظفر بغرفة يستقلّونها خلال فترة الامتحانات، إذ أغلقت أغلب الاقامات أبوابها ورفضت استقبالهم، الأمر الذي دفعهم إلى الاستنجاد بإقامات أخرى والتجمّع بأكثر من 5 طلبة بالغرفة الواحدة، دون ضمان الوجبات باستثناء إقامة المتطوّع التي فتح مطعمها لتأمين بعض الوجبات، وشكّل ذلك منغّصا لدى الجميع خصوصا أولئك الذين يقيمون بولايات بعيدة ولا يمكنهم السفر نحو عائلاتهم إلاّ مرّة أو مرّتين في السنة، ولايزال هؤلاء يطبخون وجبات بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع، تتمثّل غالبا في الأرز بالحليب، نظرا لإغلاق مطاعم الإقامات الجامعية، ويرفع الطلبة هذه الانشغالات كلّ سنة، إلاّ أنّ شيئا لم يتغيّر، فضلا عن عدم توفير النقل الجامعي والذي يعاني منه الطلبة حتّى في موسم الدراسة، وكذا ما تتعرّض له الطالبات من تحرّشات واعتداءات من قبل الغرباء بمحيط الإقامات المنعزلة مثل إقامة بلبوري السعيد وإقامة 2000 سرير "إيطو" في ظلّ غياب الأمن. الجحيم الذي يعانيه الطلبة في بداية كلّ موسم جامعي بسبب سوء الخدمات المقدّمة بالإقامات يجعلهم يتوسّلون للأساتذة وينتهجون مختلف الطرق من أجل الحصول على النقطة الكافية في الامتحان الشامل على الأقّل، فيما تبقى المعاناة مطروحة بحدّة لدى طلبة بعض التخصّصات التي تشرع في الدراسة باكرا، ويجدر بالذكر أنّ ملف الخدمات الجامعية يعتبر أحد الأسباب الرئيسية المحرّضة على نشوب الاحتجاجات والإضرابات والشغب داخل الاقامات ونظرا لسوء التسيير المطروح على مستوى عدّة جامعات، ستشمل مديري دواوين الخدمات الجامعية حركة تغيير خلال هذا الموسم. * النقل والإيواء متوفر في كليات العاصمة * أكد عدد معتبر من الطلبة المقبلين على الامتحانات الاستدراكية من مختلف التخصصات في كليات وجامعات العاصمة أن الإدارة وفرت لهم النقل والإيواء لضمان سير حسن للامتحانات التي انطلق بعضها الأسبوع الماضي في حين تنطلق الإمتحانات في معظم التخصصات اليوم، حيث بدأت حافلات النقل الجامعي تجوب الكليات والإقامات الجامعية لضمان حد أدنى لتنقلات الطلبة أثناء فترة الامتحانات التي لا تتعدى أسبوع، وقد صادفت امتحانات الدورة الاستدراكية هذه السنة مع بداية التسجيلات الجامعية مما دفع بالإدارة إلى توفير حافلات النقل الجامعي قبل الانطلاق الرسمي للموسم الجامعي يوم 04 أكتوبر من السنة الجارية. وقد طالب عدد كبير من الطلبة بفتح المطاعم الجامعية، خاصة القادمين من ولايات بعيدة لضمان التغذية أثناء فترة الإمتحانات.