يسجل حضور المرأة الريفية تواجدا أعلى من الرجل، في عملها كأجيرة في الحقول والأرضي الزراعية بعنابة، بحثا عن المصروف لتوفير احتياجات الأسرة وتغطية تكاليف الحياة. وحسب رئيس غرفة الفلاحة فهناك 400 امرأة تعمل في إنتاج الخضروات والأشجار المثمرة، ويتمتع هذا العدد من النساء بصفة فلاح بموجب المرسوم 6396 في 27 جانفي 1996 المحدد للنشاطات الفلاحية ولشروط وكيفيات الإعتراف بصفة الفلاح. وتمثل حقول الخضروات ومزراع الطماطم الصناعية قبلة النساء الريفيات، إذ أن العمل يستمر طيلة السنة، متنقلات من أرض فلاحية إلى أخرى، حيث يكون نشاط النسوة مرتبطا بالعمل الموسمي.. ففي فصل الشتاء يكون العمل بحقول البطاطا والبرتقال، أما في فصل الربيع يكون نشاطهن في حقول كروم العنب والتي تتمركز بسهول واد العنب وبرحال والعامة. ويتركز عمل النساء في القطاع الفلاحي بالأساس في عصر الزيتون بطريقة التقليدية، وبلغة الأرقام تم إحصاء 200 امرأة فلاحة تشتغل في الإنتاج النباتي و180 في الإنتاج الحيواني، إلى جانب اشتغال نساء أخريات في إنتاج البقول الجافة ومختلف الزراعات الصناعية والأشجار المثمرة وعنب المادة. وفي سياق آخر فإن الإنتاج الحيواني الذي تشتغل به 180 امرأة يطغى عليه تربية الأبقار والدواجن والنحل، وفيما استفادت النساء العاملات في هذا القطاع خلال سنة 2008 في إطار برامج التنمية التي وضعتها الدولة الخاصة بالإستراتيجية الشاملة الهادفة لترقية وتنمية القطاع الفلاحي. ولم تكن مساهمة المرأة في الماطقة الجبلية بعنابة والتضاريس الوعرة قليلة بل تفوقت في المردودية على الرجال، وعليه فإن الفلاحة المحلية انتعشت بقوة خاصة في مجال الزراعة التحويلية. ولتعزيز نشاط الريفيات، أصبح من الضروري نقل انشغالات هذه الفئة وتحديد أولويات احتياجاتها من حيث التكوين والدعم التقني، وكذا ترقية المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيا، والتشجيع على تشكيل حركة جمعوية واسعة لهذه الشريحة.