الأمينة العامة لولاية البويرة, أو”المرأة الحديدية” مثلما يسمونها بولاية البويرة, وجهت ملاحظة هامة, وعلى الأثير مباشرة عبر أمواج الإذاعة التي كانت تحتفل أول أمس بعيدها الأول, أنه “لا تكفي الإنجازات التي قامت بها الولاية, والبناء وحده لا يكفي ما لم يشارك المواطنون في الحفاظ على هذه الإنجازات لأنها موجهة أولا وقبل كل شيء إلى سكان الولاية. صحيح, قالت السيدة “إن هذه الإنجازات هي ملك البايلك على حد التعبير الشعبي, لكن سكان الولاية هم أيضا شركاء في ما ينجز من مرافق ولا نصل إلى نتيجة ما لم تصن هذه المرافق”. كلام السيدة ذكرني بهذه العبارة التي ألفنا سماعها ونحن صغار..”ملك البايلك”, والتي حتما هي موروثة عن العهد العثماني حينما كان البايلك يعني القطاع العام, لما كانت الجزائر مقسمة إلى ثلاثة, بايلك الغرب والشرق والتيتري.. واستمرت في عهد الاستعمار, أين كان السكان يشجعون على نهب ممتلكات الاستعمار الذي نهب أرضهم وخيرات بلادهم, ولم يترك لهم سوى الفقر والجهل.. لكن اليوم اختلفت الأمور, والبايلك الذي يعني ملك الدولة هو لفائدتنا, مثلما قالت السيدة الأمينة العامة, ونهبه أو إهماله يضر بنا نحن أولا. فالحدائق العمومية التي تقلع أشجارها وورودها هي خسارة لنا, وكراسي قاعات السينما التي نكسرها هي ضربة نوجهها للثقافة, والمسابح العمومية التي نترك مياهها عرضة للبكتيريا ستكون حتما مصدرا لأمراض خطيرة, والمستشفيات التي يستعملها الأطباء مركزا لتوجيه المرضى إلى عياداتهم الخاصة أو عيادات أصدقائهم, ستكون مجرد هياكل ضخمة لا فائدة ترجى منها, والأمثلة عديدة ومتعددة.. يكفي تركيز شيء من الإنتباه لنراها في محيطنا تتكرر يوميا, ملك البايلك لا بد من نهبه.. السيدة تطرح بهذا قضية حقيقية لا بد من طرحها بشكل أوسع للنقاش على المجتمع, على المدرسة والأسرة وعلى المجتمع ككل, وهي الاستثمار في الإنسان الذي بدونه لن تنجح أكثر البرامج طموحا ولا تكفي كل ثروات الدنيا لإخراجه من البؤس الذي عشش في عقله وذاته. وللحديث بقية..