يخطئ من يربط صورة الممثل والمخرج الكبير كلينت استوود بأفلام الكاوبوي فقط، و”هو الرجل الذي أفرد فيلما رائعا لخرافة في حجم المناضل نلسون مانديلا يستحق كل التعريف والتكريم بعيدا عن الكليشيهات الجاهزة المتعلقة بأمريكا والأمريكيين”. هذا ما قاله كلينت، في حديث أدلى به لملحق “لوجورنال دوديمانش”، عن فيلم “المنتصر” الذي قام فيه النجم مور?ن فريمان، بدور مانديلا، مضيفا أن الفيلم لم يكن سيرة ذاتية تقليدية؛ بل محطة معينة في حياته النضالية التي كشفت عن شخصية مقاومة بشكل بديع ونادرفي العالم، وهي الشخصية التي زادت من عظمتها بعد انتصاره على نظام الأبارتيد وتأسيسه لديمقراطية ببراغماتية مذهلة عكست قدرته على القيام بدور رجل دولة من الطراز العالي. وأضاف استوود متحدثا عن فرادة مانديلا، قائلا إنه استغل تظاهرة كأس العالم لكرة الرو?بي لتوحيد بلد قائم على الأبارتيد، من خلال فريق رياضي مكون في معظمه من لاعبين بيض، واستطاع بحنكته وبعد نظره أن يجمع الأعداء من خلال الرياضة. عبقرية مانديلا؛ تكمن حسب استوود، في اتباعه نهج السلم عوض العنف للمصالحة بين البيض والسود من خلال أفكار ومواقف ذكية وجريئة؛ لم يكن يؤمن بها أحد وفي المحصلة تعد تجربته إنسانية الطابع وليست سياسية فقط لأنها تعد درسا في بذل المزيد والأحسن والاجتهاد من أجل تحقيق أهداف صعبة؛ لكن غير مستحيلة “وهذا ما لقنته لأبنائي منذ الصغر”، استطرد كلينت، معبرا عن إعجابه بالأسطورة مانديلا الذي قضى 27 عاما في سجون الأبارتيد الرهيب. ومن أهم إجاباته الحاملة لأكثر من رسالة تعليقه على جملة مانديلا “أنا قبطان روحي”، وهي الجملة التي نطق بها في الفيلم من وراء قضبان السجان العنصري، وعنها قال استوود “أود أن أكون كذلك لكن الأمر ليس سهلا..”.