يعاني آلاف المواطنين من عمال وطلبة الجامعة وباقي فئات المجتمع عبر ولاية الوادي من الانتظار طويلا بمواقف الحافلات، خاصة خلال الساعات الأولى من الصباح، حيث بات مشهد تدافع المسافرين للصعود إلى الحافلات متكررا بصفة يومية بوسط المدينة، لا سيما على الحافلات المتجهة للحي الإداري أمام صمت الجهات المعنية بالتكفل بهذه المعاناة التي يتكبدها المواطن. وفي مقابل هذا الضغط، تؤكد مصالح مديرية النقل استكمال توفيرها العدد الكافي من الحافلات المستغلة عبر الخطوط الرابطة بين مدن الولاية ومدينة الوادي، التي ما تزال لم تنجز بها محطة رئيسية، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك بعد أن باتت الوضعية المسجلة تعبر عن كارثة حقيقية تنسف بكرامة المواطن ونجاعة قطاع النقل، لا سيما وأن العديد من العمال من مستعملي هذه الخطوط يشكون التأخر باستمرار عن الالتحاق بمناصب العمل. ويتفاقم المشكل المطروح خاصة بالجهات الشمالية والجنوبية من الولاية، لا سيما تلك المتجهة إلى بلديات الرقيبة و?مار وتغزوت وحاسي خليفة والمقرن شرقا مرورا ببلدية حساني عبد الكريم، حيث تجد حشود المواطنين بها عبر مواقف الحافلات لساعات طويلة قبل الظفر بمكان في الحافلة. من جانب آخر يعيش العديد من طلبة المركز الجامعي بالوادي من سكان المدن الغربية للولاية نفس المعاناة، فهم يضطرون إلى التنقل بواسطة حافلات نقل المسافرين مع الغياب التام لوسائل النقل الجامعي التي يحرم منها هؤلاء رغم تعدادهم الكبير ومطالبتهم المستمرة بتوفيرها. في نفس الصدد، يشير المتضررون من الوضعية الراهنة للنقل عبر الولاية إلى غياب التنظيم التام لعمل حافلات النقل عبر الخطوط، في ظل عدم احترام سائقيها للمواعيد المضبوطة في الدخول والخروج من مدينة الوادي، وكذا عدم احترام خطوط النقل في كثير من الأحيان من قبل الناقلين الخواص نتيجة غياب الرقابة وأجهزتها عن الميدان من طرف مديرية النقل بالولاية. وأمام هذه الوضعية المزرية، يناشد المواطنون المتضررون السلطات المعنية بالولاية التدخل العاجل من أجل انتشالهم من الغبن وأخذ انشغالاتهم بهذا الخصوص تحقيقا لمبدأ حفظ كرامة المواطن. مدير النقل بالولاية أكد ل"الفجر" أن المشكلة ستحل نهائيا بعد إنجاز المحطة الجديدة والشروع في عملية النقل الحضري العمومي الذي استفادت منه الولاية مؤخرا بما يفوق 100 حافلة جديدة للنقل الحضري.