لا يزال سكان مدينة البيض، الذين يفوق عددهم 250 ألف نسمة، يعانون من مشكل غياب محطة للنقل، الأمر الذي يؤرقهم منذ سنوات ويزداد حدة مع الارتفاع المستمر لعدد السكان واتساع الحظيرة العمرانية للمدينة جراء بروز أحياء جديدة. وبالرغم من الوعود التي قدمتها السلطات المحلية لحل المشكل، إلا أنها لم تتجسد لحد الساعة، حيث تشهد محطة النقل المؤقتة، التي لجأت إليها بلدية البيض هذه الأيام، ازدحاما كبيرا للمواطنين الذين يقضون ساعات طويلة في انتظار الإقلاع منها وسط البرودة الشديدة، فهي عبارة عن ساحة واسعة مزفتة دون أدنى الخدمات الضرورية. ويزداد المشكل حدة مع كل دخول اجتماعي كون ولاية البيض تعد نقطة محورية، وتربط ولايات الجنوب الغربي مع الولايات الشمالية للوطن على شبكة الطرقات الوطنية التي تصل إلى حدود 560 كلم، ما يعكس الدور الفعّال والاستراتيجي الذي تحتله الولاية بالمنطقة، ويؤكد مدى ضرورة وجود محطة للنقل بها، ناهيك عن الفوضى العارمة التي تعمّ قطاع النقل بالمدينة. علما بأن المنسق الولائي لسائقي سيارات الأجرة، قد أكد ذلك خلال الإضراب الذي نظمه السائقون مؤخرا وطالبوا، من خلاله، بضرورة وجود مخطط للسير إضافة إلى مخطط للنقل، وهو ما انعكس على الوضع وجعل سكان المدينة ناقمين على واقعهم، وطالبوا خلال عدة مرات السلطات المحلية بإيجاد حل للمشكل الذي يؤرقهم والوفاء بوعودها بإنجاز المحطة البرية التي خصصت لها السلطات الولائية غلافا ماليا قارب 13 مليار سنتيم لتجسيدها منذ أكثر من أربع سنوات، إلا أن ذلك بقي لحد الساعة حبرا على ورق.