ظاهرة غريبة استفحلت، مؤخرا، في مدن ولاية غرداية باتت تهدّد المواطن البسيط في ممتلكاته أوحتى حياته الخاصة، في ظل انعدام الأمن في بعض مدن الولاية التي ما لبثت تحارب الفساد وعصابات الأشرار أينما كانت، ولكن من الغريب أن نجد في غرداية عصابات تجند النساء في صفوفها وأخرى تقودها النساء. واقع مرّ لمسناه عن قرب وتساؤلات لم نجد لها أجوبة من خلال هذا الروبورتاج. ما إن تحدث عمليات نهب وسرقة في منزل أحد المواطنين إلا واتجهت أصابع الاتهام إلى معارفه أوحتى جيرانه، وربما يصل الأمر إلى أقاربه، ولكن لا أحد يقوى على توجيه الاتهام لأي لامرأة ولو كانت من ذوى الرحم أو حتى الغريبة التي زارت المنزل مؤخرا. ولكن السؤال يظلّ عالقا لماذا نقحم النساء دوما في عمليات النهب؟ ولماذا تتهم في جريمة يظل الرجال هم سادتها؟ وهل لها فنون لا يتقنها الرجال؟ لا أحد منا قادر أن يوجه اتهام لهن ما لم تكن عليهن بينة مؤكدة. النساء.. المخطط الأول لعمليات النهب في المنيعة قديما لم يكن أحد من المواطنين يظن أن وراء بعض المتسولات عصابات زرعتها من أجل الإستيلاء على ممتلكات الغير، وهذا من خلال الدخول إلى المنازل واكتشاف مداخلها ومخارجها، في ظل غفلة صاحب المنزل الذي يعتقد أنه يصنع معروفا تجاه المتسولات، إلا أنه يدرك بعد أيام أنه وقع فريسة لعصابات سلبت منه الأخضر واليابس. فالعملية تبدأ من طرق الباب من طرف المتسولة ليسمح لها بالدخول المنزل، ثم ما تلبث في اكتشاف مداخل المنزل ومخارجه، ثم تسأل ربة المنزل عن عدد أبنائها وزوجها بحجة الدعاء لهم لتنقل كل هذه الأخبار إلى أعضاء العصابة الذين يخططون للعملية وفق المعلومات التي تم إيفادهم بها، وتنتهي بنجاح العملية وأحيانا بالفشل.. وهو سيناريو يتكرر في كل شهر تقريبا. والسؤال الأكبر لماذا تقحم النساء في مثل هذه الشؤون؟ عصابة تحاول خطف طفل عن طريق النساء محاولة أخرى قامت بها عصابة أقدمت على محاولة خطف طفل من منزله الكائن في حي 200 مسكن بالمنيعة، عندما طلبت إحدى النساء من طفل الإتيان لها بكوب من الماء، لتضع له سكينا على رقبته عند استدارته ولكنه فاجأها بصراخ، لتهرب على متن سيارة كانت بانتظارها.. وبذلك فشلت العملية من أولها.