أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بغرداية، أنه حان الوقت لكي يشمر كل جزائري عن ساعديه من أجل رقي الجزائر وتطورها. وقال الرئيس بوتفليقة في كلمة ألقاها خلال اللقاء الذي جمعه بأعيان غرداية بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها للولاية ''لا بد أن أقول أنه حان الوقت لكي يشمر كل جزائري عن ساعديه''، موضحا أن ''القضية ليست قضية رئيس أو حكومة وإنما هي قضية شعب بأكمله رجالا ونساء وشبابا وكهولا''. وبشأن زيارته للولاية قال رئيس الدولة أنه جاء في زيارة ''منكوب لأخيه المنكوب'' وأنه ''ما أصابكم من خير أصابنا وما أصابكم من شر إلا أصابنا''. كما أكد رئيس الجمهورية على دور أجهزة الدولة في التكفل بمنكوبي الفيضانات التي أصابت المنطقة مؤخرا بحيث قال في هذا الصدد'' :لعلكم لمستم من خلال تجنيد أجهزة الدولة، أقول أجهزة الدولة وأكررها مرة ثالثة أجهزة الدولة. فقد سمعت عندكم من فاضت جوانحه بالحب وقال أجهزة الوطن''، مستطردا ''لا... أقول أجهزة الدولة لأنه لو قامت أجهزة الوطن بما هي قادرة عليه لكان الأمر أهون بكثير''. وأضاف الرئيس بوتفليقة: ''أؤكد على هذا لأنني في بلاد أعرف أن سكانها يمتازون بالتضامن وبالمؤازرة وبالتويزة'' . وفي ذات الشأن خاطب رئيس الجمهورية الحاضرين قائلا '' :لا تحسبوا إخواني أنكم تلقيتم ولو غطاء واحدا من غير الدولة، فكل ما قامت المؤسسات العسكرية والمدنية من جهود إلا من جهد الدولة'' التي ''ليست غريبة عنكم فهي تتصرف في خيراتكم وفي جبايتكم وتتصرف في أموالكم'' مشيدا بتقدير أهل غرداية لكلمتي ''المواطنة والتضامن الوطني''. كما أشاد بصبر أهل غرداية حيال الفيضانات الأخيرة قائلا ''لقد كنتم ملتزمين ومنضبطين وسهلتم كثيرا أعمال المؤسسات الحكومية سواء كانت عسكرية أو مدنية''. كما اغتنم رئيس الدولة المناسبة للحديث عن طلبات أهل المنطقة وأشار إلى أنه التمس بعض الطلبات من الممثلين والمنتخبين وقال: ''لو كان عندي مليما فائضا لأعطيته لسكان غرداية''، مستطردا ''و أنا على يقين أن سكان غرداية لن يقبلوا ولو مليما إذا كان فائضا على الجزائر كلها''. وبالمناسبة أعلن رئيس الجمهورية عن تسمية جامعة غرداية باسم أحد أعيان المنطقة ''الشيخ أطفيش''. وقال في هذا الخصوص ''هناك طلبات اعتبرها معنوية تزينهم (أهل غرداية) وتزينني، فقد رأيتهم على سبيل المثال يترجونني لتسمية الجامعة باسم الشيخ طفيش والجامعة من اليوم تسمى جامعة الشيخ طفيش''. كما أكد أن التماس أهل غرداية على أن يكون هناك ''تشاور أكبر بين الإدارة والمنتخبين من حقهم وواجبهم'' مضيفا أنه ''من واجب الإدارة أن تتشاور معهم ومن واجبهم أن يطالبوا بذلك''، مضيفا أنه بالنسبة لقضية الأموال ''، فيجب أن نصبر عليها فإذا أتت السنوات السمان فأنتم ستكونون المستفيدين الأوائل''. ولدى تطرقه إلى الوضع المالي الدولي دعا رئيس الدولة إلى ''الحيطة'' خلال السنوات القادمة قائلا في هذا الشأن'' :لا بد أن أصارحكم أننا أمام أزمة دولية، فقد مررنا على سنوات سمان وقد تشير إلينا سنوات عجاف ليس على الجزائر فحسب ولكن على العالم كله''. ''فمن طبيعة الحال -- يوضح الرئيس بوتفليقة -- أننا إذا كنا كرماء في السنوات السمان، فلابد أن نكون أصحاب حيطة في السنوات العجاف''. كما ختم رئيس الدولة لقاءه بأعيان المدينة شاكرا أهل غرداية على استقبالهم الحار له.