تعاني مئات العائلات القاطنة بالتجمع السكني برج التصاور، الواقع بالمخرج الجنوبي لمدينة سطيف، من انبعاث روائح المواد الكيميائية من المنشآت الصناعية المجاورة ومن غبار الإسمنت المتطاير من مصانع البلاط. ورغم الشكاوى المتكررة الموجهة من طرف سكان الحي إلى السلطات المعنية لإيجاد حل لمعاناتهم التي تبقى عالقة منذ سنوات طويلة، لا يزال الوضع على ما هو عليه يرجع تاريخ أول تمركز سكاني بحي برج التصاور إلى سنة 1940، حينها كانت المنطقة شبه خالية من أية بناءات، وشيد السكان منازلهم بالحجر والطوب وتم تسقيفها بالقرميد. هذه البنايات أصبحت اليوم غير صالحة للسكن كون المنطقة زراعية، الأمر الذي تسبب في حدوث تشققات كبيرة في جدران المنازل التي أصبحت تهدد قاطنيها. وفي سنة 1970 تم إنشاء منطقة النشاطات الصناعية لولاية سطيف بهذه المنطقة، وخلال سنوات قليلة أصبح الحي محاصرا بالمنشآت الصناعية. وحسب شكوى مرفقة بتوقيع أزيد من 30 ساكنا بالحي، فإن الحي السكني يفتقد لأدنى الشروط الضرورية للحياة الكريمة، ويكشف السكان "أنهم، ومنذ سنوات، تقدموا بشكاوى إلى السلطات المحلية بغرض إيجاد حل لوضعيتهم الحرجة، فإلى جانب المخاطر التي تشكلها السكنات، فإن السكان يواجهون مخاطر الإصابة بعدة أمراض جراء انبعاث المواد الكيميائية من المنشآت الصناعية المجاورة، بالإضافة إلى غبار الإسمنت الآتي من مصانع البلاط بالمنطقة الصناعية". ويضيف السكان أن "السلطات المحلية والولائية ردت عليهم بعدم قدرتها على ربط الحي بالمرافق الضرورية بحكم إقامتهم داخل منطقة صناعية، وعليه سيتم ترحيلهم عن قريب، وهو ما لم يحدث، ما جعل معاناتهم تستمر". لذلك فهم يطالبون بتمكينهم من الاستفادة من برنامج السكن الاجتماعي والريفي من أجل الخروج من الجحيم اليومي الذي يعانون منه منذ سنوات طويلة.