انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مختلف بلديات ولاية سطيف، ظاهرة تربية الدواجن، حيث تنتشر المداجن والإسطبلات وسط التجمعات السكنية والقرى، ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة، إلى جانب انتشار الحشرات الضارة والأمراض الخطيرة التي تهدد صحة آلاف السكان القاطنين بالقرب من هذه المداجن الفوضوية وفي جولة استطلاعية قادتنا لبعض البلديات الشمالية والجنوبية لولاية سطيف، وقفنا على المعاناة التي تعيشها مئات العائلات بتلك القرى التي تتوسطها مداجن وإسطبلات تربية الحيوانات. وبالرغم من وجود قوانين تمنع إنشاء مثل هذه المشاريع وسط المجمعات السكنية إلا أن البحث عن الأموال دفع ببعض المستثمرين لإنشاء مشاريعهم وسط السكان بالرغم من المخاطر التي تخلفها على غرار الروائح الكريهة، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف. كما يقوم هؤلاء المربون برمي فضلات الأبقار والدواجن بالقرب من منازل السكان، كما يقدمون على رمي جثث مواشيهم والدواجن الميتة بطريقة فوضوية، تتسبب في تجمع الكلاب الضالة حولها، وهو ما يكون سببا في ظهور داء الكلب. ولا تقتصر مخاطر هذه المشاريع في هذا فقط، بل يتعمد المربون في تسمين حيواناتهم على مواد كيمياوية يتم مزجها مع العلف الموجه للمواشي، وهي خطيرة جدا على الوسط والمحيط السكاني، ويهدد عائلات بأكملها.. وهو الوضع الذي تشهده قرية “لعزازڤة” الواقعة ببلدية تالة إيفاسن شمال ولاية سطيف، حيث تنتشر الإسطبلات والمداجن كالفطريات عبر أرجاء القرية، وبقرية “أولاد أمبارك” الواقعة ببلدية بيضاء برج جنوب ولاية سطيف تصاب بدوار بمجرد دخولك إليها نتيجة انتشار الروائح الكريهة، حيث لا يوجد مكان بهذه القرية يخلو منها. ورغم شكاوي السكان وإخطار السلطات بما تسببه مثل هذه المظاهر غير الحضارية، والتي ينبغي أن تكون بعيدة عن التجمعات السكنية، إلا أن الوضع بقي على حاله ومازال آلاف السكان يستنشقون يوميا الروائح الكريهة ويعانون من مخاطر الحشرات الضارة.