أكد بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن رد الجزائريين المهاجرين وبعض الجمعيات المناهضة للعنصرية في باريس على تهجمات لوبان اليميني الفرنسي المتطرف والملصقات المعادية للإسلام والجزائر، كان بطريقة حضارية ودينية مؤدبة، من خلال انتهاج أسلوب سلمي وقانوني، وهو عكس ما أراده الخصم الذي انتظر أعمال عنف، مشيرا إلى أن الشعارات التي حملها لوبان ترجع إلى الفكر النازي الأوروبي. وذكر الوزير أنه تم جمع طلبات الوفد البريطاني المتكون من جزائريين بالمهجر وبعض مسلمي بريطانيا، الذي زار الجزائر العاصمة وقسنطينة مؤخرا، بتشييد مسجد شبيه بمسجد باريس وإنشاء مركز ثقافي بريطاني بالجزائر ودار للجمعيات الجزائرية، ثم تم عرضها على السلطات المعنية للبحث فيها. من جانب آخر، أوضح الوزير، خلال افتتاحه للملتقى الدولي الثالث حول “السنة النبوية بين الفهم السديد والواقع المعيش”، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، بمشاركة 6 دول عربية، بأن هناك من يأتي بالأحاديث الضعيفة ويعتمد عليها لإثارة الشكوك، وهو أمر ينم عن سوء فهم صاحبه المقترن بسوء النية، وقال إن فهم القرآن مرتبط بالسنة لتطبيق تعاليم الإسلام وتنفيذ أحكامه، مشيرا إلى ضرورة الأخذ بالحضارة الإسلامية التاريخية التي تعد واقع الشباب الحالي، ودعا الشباب إلى الرجوع إلى التعاليم الإسلامية والابتعاد عن نظيرتها الغربية. سوء فهم الأحاديث النبوية والقرآن الكريم هو سبب الزيغ والبدع من جهته، قال الدكتور حمزة عبد الله المليباري، من الإمارات العربية، في محاضرته التي ألقاها أمس، إن الهجمات التي عرفتها السنة النبوية في السابق كانت من طرف المستشرقين وأخذت وقتا طويلا من الجدل والمناظرات، إلا أن المشكل حاليا أصبح داخليا بسبب سوء فهم السنة ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة. وهي ذات المعاينة التي ذهب إليها الدكتور رضوان بن إبراهيم لخشين، من جامعة باتنة، حيث اعتبر أن سوء فهم حديث الرسول وراء كل انحراف عن الصواب، وسبب الزيغ والبدع التي تنشأ في الإسلام، لدرجة أنه أصبح مصدرا لكل خطإ في الأصول والفروع، مضيفا أن أسباب الانحراف كثيرة، منها ما تعلق باللاوسطية في التفكير والفهم والتطرف في فهم السنة النبوية بالجمود على الظاهر، وكذا الإغراق في المعقولات، أي استعمال العقل بشكل مفرط إلى درجة بلوغ مبالغ عجيبة.