كانت السينما من بين المجالات التي خطفت الأضواء في 2008 سواء من خلال التكريمات أو الإنتاج، فبعد انقضاء تظاهرة سنة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007" التي عرفت إنتاج أكثر من 60 عملا، بقيت وتيرة الإنتاج السينمائي متواصلة ولو بصورة أضعف وكان أغلبها تداركا للأعمال التي تأخر إنجازها. وشكّلت بانوراما السينما الجزائرية (من20 إلى 27 مارس) أهمّ الأحداث التي عرفتها سنة 2008 في هذا المجال لتأتي كحصيلة لكلّ الإنتاجات السينمائية التي تمّ انجازها في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" والتي بلغت 68 عملا (20 فيلما مطوّلا، 33 فيلما وثائقيا و15 فيلما تلفزيونيا وفيلما قصيرا)، وقد عادت فيها جائزة التظاهرة لفيلم "البيت الأصفر" لعمور حكّار في صنف الأفلام الطويلة، وفيلم "ذاكرة 8 ماي 1945" للمخرجة مريم حميدات في صنف الأفلام الوثائقية، وفيلم" المحنة" للمخرج نور الدين زروقي عن صنف الأفلام التلفزيونية. السينما الجزائرية عرفت خلال سنة 2008 التي نعدّ أيامها الأخيرة كذلك إنتاج عدد قليل من الأفلام تكاد تعدّ على أصابع اليد الواحدة وكان أغلبها تداركا لتلك الأعمال التي أدرجت في إطار سنة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" وتأخّر إنتاجها على غرار فيلم "مسخرة"، وهو إنتاج مشترك جزائري- فرنسي، كما أعطيت إشارة انطلاق تصوير فيلم "الأندلسي" لمحمد شويخ و"الشمس تشرق دائما" لخليدي، في انتظار أن ينطلق تصوير فيلم "الساحة" لدحمان أوزيد الذي ورغم إعطاء إشارة انطلاق تصويره خلال 2007 في إطار التظاهرة المذكورة إلاّ أنّه مازال لم يتخط مرحلة جمع الميزانية، هذا إلى جانب العديد من الأعمال التي مازالت تلوح في الأفق على غرار فيلم "احمد زبانة"، وفيلم آخر لمحمد لخضر حمينة. شهدت هذه السنة أيضا عودة السينما الجزائرية للمحافل الدولية واعتلائها منابر التكريم في أهمّ المهرجانات الدولية، حيث حصد فيلم "مسخرة" للمخرج الجزائري المغترب إلياس سالم العديد من الجوائز أهمّها جائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجائزة المهر للإبداع السينمائي في مهرجان دبي السينمائي، ليعدّ بذلك أوّل عمل جزائري يحصل على هذه الجائزة إلى جانب جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما "فيبريسكي" بنفس المهرجان. فيلم "البيت الأصفر" حصل هو الآخر على العديد من الجوائز الدولية في مهرجان "لوكارنو" و"مهرجان الفيلم الأمازيغي"، كما فاز بجائزة التمثيل في الدورة العاشرة من مهرجان "أوشيان سيني فان" للسينما الآسيوية والعربية في الهند. من أهمّ الأحداث السينمائية الجزائرية خلال هذه السنة أيضا التوقيع على اتفاقية شركة بين الجزائر وفرنسا ممثّلة في المركز السينمائي الفرنسي والتي يتمّ بموجبها تنظيم الإنتاج المشترك بين البلدين وفتح مجال التعاون في مجال الأرشيف والتكوين والتوزيع، وهو ما اعتبره المختصون خطوة هامة، في انتظار أن تتمّ المصادقة على مشروع قانون السينما الذي عرض على الحكومة التي طالبت ببعض التعديلات في انتظار الموافقة النهائية. هذه السنة عرفت أيضا فتح 11 قاعة سينما خاصة التابعة منها لفروع السينماتيك في مختلف ولايات الوطن وهذه خطوة إيجابية جدا في مسيرة الاسترجاع التدريجي للحظيرة التي كانت تملكها الجزائر مع نهاية الثمانينيات. ومسك ختام السنة كان عودة أحد أعمدة الفن السابع بالجزائرية أحمد راشدي للوقوف خلف الكاميرا ويعيد فتح دفاتر الماضي من خلال فيلم "مصطفى بن بولعيد" الذي سجّل عودة سينما الثورة بعد سنوات من الانقطاع بنظرة جديدة أكثر جرأة مما كانت عليه خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات.