جدد سكان حي سوناتيبا الذي يضم 116 عائلة ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة نداء استغاثتهم للمسؤولين المحليين والجهات المعنية بضرورة حمايتهم من خطر انهيار منازلهم التي هي عبارة عن سكنات أرضية، وذلك نتيجة تعرضها للتصدعات والتشققات الناجمة عن انزلاقات خطيرة للمنحدر، الذي يبعد عنها ببضع أمتار، في ظل عزوف الجهات المعنية عن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذا الخطر المميت الذي يتربص بسكان الحي. يهدد وضع الحي بوقوع كارثة إنسانية في أي لحظة، بسبب ما تشهده هذه المساكن المشيدة حديثا من تصدعات وتشققات عميقة أثرت بشكل كبير على بنيتها ودعاماتها الأساسية، لا سيما بالنسبة للمنازل العشر الأكثر تضررا، وذلك جراء محاذاتها لمركز الانجراف، خاصة وأن التشققات والتصدعات تشهد درجة جد متقدمة بها شملت بوجه خاص الجدران والأرضية وحتى الأسقف. ورغم أن الوضع وصل إلى مراحل كارثية، فإن المسؤولين المحليين ما يزالون يغضون الطرف عن هذه الوضعية المعقدة والتي تشكل مأساة حقيقية لطالما عكرت على السكان صفو حياتهم وجعلتهم يعيشون رعبا دائما وخوفا شديدا من الموت تحت الأنقاض لمدة تزيد عن سبع سنوات على الرغم من كثرة شكواهم بضرورة انتشالهم من هذا الواقع المرير الذي قد يسفر عن انهيار مساكنهم. واستنادا إلى رئيس لجنة الحي، الذي التقته ‘'الفجر”، فإن بدايات هذه الأزمة تعود لعام 2001 حين بدأت أشغال بناء أرضية مصنع “سافسار” للآجر بالمنطقة الصناعية المجاورة لهذه السكنات الترقوية، حيث أدت أشغال المشروع إلى انزلاق التربة ذات الطبيعة الزراعية، وهو السبب الرئيسي الذي أسهم بشكل كبير في تفاقم الوضع وزاد من حدة التصدعات والتشققات، التي لم يقتصر مداها على المساكن فحسب، وإنما شملت أيضا الطريق الرئيسي للحي الذي يشهد هو الآخر وضعا كارثيا يستعصي على المارة والمركبات عبوره على حد سواء، إضافة إلى انهيارات بليغة على مستوى البنية التحتية للحي كانهيار شبكة الصرف الصحي التي أضحت تهدد صحة وسلامة سكان الحي بسبب انتشار الروائح الكريهة وتشكل مستنقعات من المياه القذرة التي كثيرا ما يتحول مجراها باتجاه المنازل بسبب انسداد قنواتها، ولم يخل المكان من وقوع عدة حوادث مميتة لأطفال الحي. يذكر أن سكان الحي شهدوا العام المنصرم حادثة وقوع أحد الأعمدة الكهربائية التي كادت أن تؤدي إلى وقوع حريق مهول بسبب ارتطامها بأنابيب الغاز الطبيعي، حيث اضطر السكان لإخلاء منازلهم ليلا تحسبا لوقوع ما لا يحمد عقباه. وأضاف ذات المتحدث أنه ورغم المراسلات والشكاوى الموجهة للجهات الرسمية التي اقتصر ردها بتقديم وعود معسولة باتخاذ الإجراءات الضرورية في أقرب الآجال، غير أنها والى غاية يومنا هذا لم تحرك ساكنا وتركت السكان يواجهون مصيرهم المجهول وسط هلع دائم بحدوث انهيارات مفاجئة. وأفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي أن المشكل وراءه بعض المستثمرين بالمنطقة الصناعية، ومن المفروض أن يسارعوا إلى بناء جدار واق، وسبق للبلدية أن أطلعتهم على الوضع وهو ما يستدعي تدخلا لإنهاء المعاناة.