أهل العلم هم النواب عن الأنبياء في إبلاغ دين الله وبيانه، وهم الموقعون عن رب العالمين، وهم أهل الذكر الذين أمرنا ربنا عزَّ وجلَّ بسؤالهم عند عدم علمنا في آيتي سورة النحل والأنبياء في قوله تعالى:”فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ” (الأنبياء7). فإذا كان هذا مقام أهل العلم في ديننا، ومقامهم في معاقد العز من أمورنا، فإن الواجب للعلماء أمور، مروءة وديانة، أهمها: وجوب طاعتهم فيما يبينونه من الدين الحلال والحرام. وجوب رد الأمور المدلهمة والخطوب والنوازل إليهم والصدور عن اختيارهم كما حثنا ربنا عزَّ وجلَّ في آية النساء في قوله:”وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً” (النساء). من حق العلماء علينا، وهذا مقامهم في دين الله، وقد شابت فيه عوارضهم أن يكرموا ويحترموا ويصان جانبهم من أن ينالهم السوء من أهله وينظر إليهم نظر التقدير والإجلال، ففي الحديث يحذر نبينا صلى الله عليه وسلم من إهانتهم وإسفافهم في قوله:”ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا” وأهل العلم أولى من ينالهم ذلك. الواجب النصيحة لهم بالدعاء لهم والثناء عليهم، وكذلك الذب عن أعراضهم، والنصح لهم فيما يعوزهم إن أخطأوا أو فاتهم شيء من الأدلة لحديث مسلم: “الدين النصيحة ثلاثاً قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم”. وإن من النصيحة إجلالهم ورفع مقامهم وصيانة أعراضهم والدفاع عنهم، إن كان الكلام فيهم بجهل وهوى أو ظلم وعدوان.