بعد انفراج أزمة السكن التي عانى منها لعقود سكان حي ديار الشمس بالمدنية، وانتفاضة المواطنين بالعديد من الأحياء في العاصمة للمطالبة بحقهم في الترحيل، ولتطويق موجات الغضب وسط طالبي السكن في مختلف البلديات، وجه والي العاصمة تعليمة إلى كافة الولاة المنتدبين بالدوائر الإدارية تأمرهم بالتحرك واتخاذ كافة الإجراءات لمنع قيام المواطنين باحتجاجات للمطالبة بعمليات ترحيل مماثلة التي يشهدها حي ديار الشمس. كشف الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبلدية براقي، محمد لبقة، أول أمس، أن عدد السكنات القصديرية على مستوى مقاطعته تجاوز 2500 سكن قصديري، سيتم ترحيل قاطنيها عبر مراحل متتابعة إلى غاية شهر أكتوبر من السنة الجارية، حسب ما سطر في البرنامج الذي باشرته مؤخرا ولاية العاصمة، حيث ستوزع 35 ألف وحدة سكنية على مستحقيها، وذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية الخاص بالقضاء على السكنات الهشة والقصديرية. وأوضح الوالي المنتدب، خلال اللقاء الذي جمعه رفقة رؤساء المجالس الشعبية البلدية لكل من براقي، الكاليتوس وسيدي موسى، وممثلين عن الأحياء الهشة والقصديرية للمقاطعة، الذي عقد بمقر الدائرة الإداية لبراقي، أن السلطات المحلية أوفدت لجنة تحقيق خلال سنة 2007، ليتم إحصاء جميع قاطني أحياء الصفيح، وسيتم موازاة مع ذلك توزيع السكنات على العائلات المحصاة، وفقا للتحقيقات التي مست كل العائلات بدون استثناء، مضيفا أن وتيرة الإسكان سترتفع، على أن تتم عمليات توزيع السكنات الجديدة على دفعات. وأشار ذات المتحدث إلى الحصص السكنية التي لاتزال قيد الانجاز، في كل من حي بن طلحة والمقدر عددها ب 1078 وحدة سكنية، وكذا مشروع 2000 وحدة سكنية تم الانطلاق فيه بحي رمادنية والدالية ببلدية الكاليتوس، ستوجه إلى سكان الأحياء القصديرية. وعن أعمال الشغب التي يقوم بها المواطنون المتمثلة في قطع الطريق والاحتجاج للحصول على مطالبهم، قال الوالي المنتدب لبلدية براقي إن اللجوء إلى الشارع والقيام بأعمال العنف لن يأتي بنتيجة، خاصة وان استعمال الأساليب اللاحضارية يزيد في تأزم الأمور وتعقيدها، ليؤكد على ضرورة التنظيم واستعمال لغة الحوار، باعتبارها الوسيلة الأنجع لحل المشاكل والوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، بتنصيب ممثلين عن الأحياء، ولجان لمتابعة وتسيير الأحياء القصديرية، ينوبون عن السكان لنقل انشغالاتهم بصوت واحد إلى الجهات الوصية. وبعد أن استمع الوالي المنتدب لانشغالات المواطنين، وأجاب عن جميع استفساراتهم التي وعد أن يأخذها بعين الاعتبار، دعا المتحدث قاطني أحياء الصفيح إلى التحلي بالصبر والهدوء والتعقل، مضيفا أنه مطلع على معاناة سكان الأحياء القصديرية.