يقول أخصائيون إن فئة ”التريزومية 21”، وبفضل التطور العلمي والتكفل بهم، أصبح أملها في الحياة يصل إلى سن 59 ممكنا، مشيرين إلى أن التكفل المبكر من طرف الأولياء يسمح لهذه الشريحة بتطوير قدراتهم العقلية، مضيفين أن الإدماج في المدارس والروضات مع توفير الوسائل الخصوصية يسمح لهم بتعلم عدة معلومات وحتى استعمال أجهزة عمل جد معقدة كجهاز الكومبيوتر، بالإضافة إلى إمكانية تعلمهم المهن. تعتبر فئة ”التريزومية 21” أو ما تسمى ب”الصبغي 21” والتي عرفت سنة 1844 بالتسمية الاستعارية المنغولي أو المنغولية، من بين الفئات المهمشة في الجزائر، حيث يلاحظ عند ولادة الأطفال اختلاف مظهرهم الخارجي عن بقية الأشخاص دون معرفة السبب العلمي لذلك. وما يميز هذه الفئة عن بقية الأفراد النمو العقلي والحركي والنفسي البطيء، حيث كان معدل حياتهم لا يتعدى 13 سنة، بالإضافة إلى أن البعض منهم يولد بأمراض جسدية مختلفة، منها أمراض القلب، البطن، الغدة الدرقية. وبعد التطوّر العلمي ووسائل البحث في حدود سنة 1959، تعرّف العلماء على الأسباب الحقيقية لهذه الاختلافات والخصوصيات التي تظهر على هذه الفئة، والتي تتمثل في خلل يحدث على مستوى الصبغي 21، وذلك بوجود جزء أو كل الصبغي 21 أي بزيادة صبغي واحد، من هنا بدأت تسمية ”التريزومية 21” تطلق على هذه الفئة والحاملة لهذه الخصوصيات. وبعد التطور العلمي الحديث وبفضل الإمكانيات الحديثة ووسائل الجراحة، أكد أخصائيون في الصحة أن علاج الخلل الناجم عن الخلل الصبغي أصبح ممكنا، بفضل المتابعة الصحية لهذه الشريحة، خاصة التكفل من طرف الوالدين.ويلاحظ أخصائيون في الصحة عدة تجاوزات على هذه الفئة، مشيرين إلى أنه عند ولادة شخص من فئة ”التريزومية 21” كان الأولياء يخجلون من إظهارهم ويخبئونهم في البيت وهناك من الناس من يعتبر التريزومي بركة يعطيها الله لمن يشاء. ويرى الأخصائيون أنه من الخزي اعتبار فئة ”التريزومية 21” مرضى عقليين 100 بالمئة، ووضعهم في غرف مع المرضى العقليين والمجانين، ما يتسبب في تدهور حالتهم النفسية والعقلية بالإضافة إلى وجود صعوبة إدماجهم في الروضات والمدارس، بسبب نقص المعرفة في كيفية التكفل بهذه الشريحة والإمكانيات والتأطير الخاص بهذه الفئة. وأشار المختصون إلى أن نقص وإن لم نقل انعدام الأقسام أو المراكز المختصة بفئة ”التريزومية 21” في جهات الوطن الأخرى، ونبهوا إلى الكيفية الخاطئة التي يتعامل بها المجتمع مع هذه الفئة خاصة الاستهزاء بهم وجعلهم محل سخرية وضحك.وهذا خطأ لأن عناصر كثيرة من هذه الفئة أثبتت وجودها ونجحت اجتماعيا ومهنيا، بالرغم من النمو الحركي والجسدي البطيء، حيث نجد منهم من تقود آلات صناعية ضخمة. ومن منا لا يتذكّر الفيلم الذي كان بطله الأساسي ممثل تريزومي 21، وكان فيلما ناجحا وتحصل على جوائز ”الفيلم والبطل” ومنهم أيضا رياضيين تحصلوا على تتويجات. وأكد الأخصائيون أنه من أجل تحسين وضعية فئة ”التريزومية 21” في الجزائر، لا بد من تعليم الأولياء كيفية التأقلم مع إعاقة أبنائهم، مشيرين إلى أنه من الضروري فتح مراكز خاصة بفئة ”التريزومية 21”، ليتم التكفل النفسي والجسدي بهم وأكثر من ذلك لا بد من توعية الأولياء لتقبل الطفل التريزومي بينهم ومساعدته على تجاوز النقص الناجم عن الجينات. ودعا أخصائيون في الصحة إلى الاعتناء الجيد بهذه الفئة من طرف الأولياء وهياكل الدولة والحركات الجمعوية، وذلك بالتنسيق فيما بينهم للوصول إلى التكفل الأمثل بهذه الفئة من الناحيتين النفسية أو الجسدية، مركزين على ضرورة جعل هذه الفئة عنصرا كامل الأدوار في المجتمع.