شكل موضوع معاناة العائلة مع الفرد المعوق، محور اليوم الدراسي الذي نظم بالمكتبة البيوطبية في وهران وحضره عدد من الباحثين في قسم الانثربولوجيا وعائلات المعقوين وبعض الأخصائيات الإجتماعية وغيرها،.. حيث نددت العديد من الأمهات، أول أمس، بالدور الحقيقي لمستشفى تلمعفوين بمنطقة الحاسي والخاص بإعادة إدماج المعوقين حركيا في المدارس وعجزه عن التكفل بهذه الشريحة التي تعاني من الإعاقة، حيث أصبح الكثير منهم يستغيث ولا يدري الأبواب التي يجب طرقها بعد غياب التكفل من طرف الباحثين في انتربولوجيا الصحة بهذه الفئة وتوجيهها والتقرب منها في منازلها، بدل الاكتفاء بالمشاركة في مثل هاته اللقاءات لتزويد أنفسهم بمثل هذه المشاكل والمعاناة وتسجيلها في أجهزة.. كما حدث خلال اللقاء، خاصة أن العديد من الأمهات صرحت أنهن لا تعرفن حقوقهن وواجباتهن وكذا كيفية التأقلم مع الإعاقة، التي تعد صدمة للأولياء في بادئ الأمر، عند إخطار الطبيب بها، إلى جانب عدم تكفل العديد من الجمعيات التي تنشط باسم هذه الفئة والتي لا تظهر إلا في المناسبات رغم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة لهم.. كلها عوامل جعلت من هذه الشريحة تواصل رحلتها مع المعاناة والإهمال• وقالت إحدى السيدات، والدة طفل معوق، خلال اللقاء "إننا اليوم أصبحنا لا نعيش حياتنا لأزواجنا بعد إهمال البيت وكل انشغالاتنا مع طفل المعوق".. مضيفة " إن جميع القرارات التي تم تفعيلها في الميدان لصالح هذه الفئة من قبل الجهات الوصية هي مجرد حبر على الورق فقط".. مطالبة بذلك بتسوية قضية المنحة على جميع المعوقين دون تصينفهم• من جهتها نددت ممثلة جمعية "الرجاء" للموقعين بعدم مساعدة المسؤولين لهذه الفئة، حيث تم حجز كميات ضخمة من الأجهزة الخاصة بالمعوقين بالميناء بعدما تم تلقيها كهبة في الميناء من قبل إحدى المنظمات الدولية الخيرية وررفض مسيري الميناء إدخالها لعدة اعتبارات منها أنها قديمة وأنه لا يمكن استقبال خردوات أوربا..• حيث تفتقد هذه الأجهزة في السوق الوطنية والتي تبقى، إن وجدت، غالية ولا يمكن لعائلة المريض شراءها أمام تكاليف الدواء وغيرها• في ذات السياق أوضح أحد الأخصائيين أن المشاكل العائلية وصراع الوالدين في المنزل أمام الطفل المعاق يزيد من تدهور حالته الصحية أكثر، لذلك تم تحذير الأولياء المشاركين في اللقاء بالإبتعاد عن هذه الصراعات على أن تكون أمام الطفل المعوق الذي يحتاج للكثير من الحب والحنان لإعادة إدماجه في المجتمع وتوفير له الراحة النفسية الكبيرة التي تساعده على تجاوز تلك المرحلة، ما جعل المشرفين على اللقاء يطالبون بتكوين مختصين للتوجه إلى العائلات لمساعدتها والتخفيف من معاناتهم•