لم يجد أخوان من وسيلة للتخلص من شقيقهما بتحريض من والدهما إلا خنقه بواسطة لحاف حتى الموت بدعوى أنه مختل عقليا وعدواني ويشكل خطرا على أفراد عائلته والأشخاص المحيطين بهم. وانطلقت عملية التخطيط للتخلص من (ب.توفيق) في 12 فيفري 2009، حين قرر المتهمون الثلاثة المتابعين في قضية الحال، الذين مثلوا، أمس، أمام محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، أخذه إلى مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة. وتنقل شقيقاه (ب.بلقاسم) و(ب.الحاج) برفقته إلى عين المكان، غير أنه تمكن من الفرار منهما مرتين متتالتين وأمسكاه في آخر مرة بحسين داي بالعاصمة، وأشبعاه ضربا، وقررا خنقه بواسطة لحاف كان يرتديه، حيث كان يشد أحدهما اللحاف على مستوى الرقبة والآخر يجذب حتى لفظ (ب.توفيق) أنفاسه، وحملا جثته وألقياها وسط الصخور بإحدى شواطئ المنطقة. وأبلغ عن الواقعة أحد الأشخاص الذي كان متواجدا أثناء الحادثة وتم توقيف (ب.بلقاسم)، (ب. الحاج) اللذان اعترفا أمام الضبطية القضائية بأنهما بالفعل هما من قتلا شقيقهما (ب.توفيق) كونه مختل وعدواني ويشكل خطرا على أفراد العائلة وكشفا بأن والدهما (ب.محمد) هو من اقترح عليهما الأمر وحرضهما على القيام بذلك، غير أنهما تراجعا عن هذه الاعترافات سواء أمام قاضي التحقيق أو محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة. وأوضح (ب.بلقاسم) أنه لم يكن ينوي إطلاقا قتله، فيما نفى (ب.الحاج) تواجده مع شقيقه (ب.بلقاسم) أثناء الحادثة، في حين أنكر والد المتهمين (ب.محمد) تحريضهما على قتل شقيقهما “ب.توفيق” المختلف عقليا وصرح بأنه لما علم بالأمر أغمي عليه من شدة وقع الصدمة التي تلقاها. محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة برأت ساحة (ب.محمد) فيما سلطت عقوبة 20 سنة سجنا نافذا على ابنيه (ب.بلقاسم) و(ب.بلحاج) بتهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، بينما التمست النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام ضد المتهمين الثلاثة واعتبرت واقعة قتل “ب.توفيق” الذي أثبتت التحريات بأنه مختل علقيا، بالبشعة والشنيعة وتطرقت إلى حيثيات القضية.