مَثل شابان رفقة والديهما أمام المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، بعد متابعة الشابين بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتحريض على القتل في سبق الإصرار والترصد بالنسبة لوالديهما. وتعود وقائع القضية إلى شهر فيفري من سنة 2009، حين تنقل الضحية الذي كان يعاني من مرض عقلي رفقة شقيقيه إلى مدينة بومرداس، ثم تنقلوا إلى محطة الخروبة، حيث أقدم الضحية على الهرب من شقيقيه متوجها إلى حي ''لاسبلات'' بحسين داي، الذي كان عبارة عن شاطىء ليقوما الشقيقان بالركض وراءه وخنقه بواسطة وشاح كانت ترتديه الضحية، وتركه وسط الصخور التي كانت في الشاطىء، وهذا بعد تجريده من أوراق هويته والفرار إلى مدينة الشلف، ليتم بعدها العثور على الجثة من طرف بعض المترددين على الشاطىء، حيث تنقلت مصالح الأمن بعد تلقيها البلاغ إلى مسرح الجريمة، ومن ثمة، نقل الجثة وعرضها على الطبيب الشرعي، الذي أكّد في تقريره أن الوفاة تمت بواسطة الخنق باستعمال الوشاح الذي كانت ترتديه الضحية، وتم بواسطة بصماته من تحديد هوية صاحب الجثة، لتنقل مصالح أمن عين بوسيف إلى بيت الضحية واستجواب والده، الذي أكّد أن ابنه يعاني فعلا من مرض عقلي، وأنه موجود في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة وأن أخواه هما من قاما بنقله إلى هناك. والد الضحية وأثناء استجوابه أمام مصالح الأمن، أكّد أنه من أمر ابنيه بقتل ابنه لكي يتخلص منه، كونه يثير الكثير من المشاكل داخل البيت ومع الجيران، بسبب مرضه العقلي، وهذا ما أكداه المتهمان أخوا الضحية في قضية الحال، حيث صرحا أن قتلهما لأخيهما كان بناءً على أمر أبيهما، وهذا لكي يتخلصا منه، مضيفين أنهما قد اشتركا في خنق أخيهما بواسطة الوشاح الذي كان يرتديه، حيث قام كل واحد منهما بشد طرف من الوشاح ومسكه بإحكام حتى لفظ أخوهما أنفاسه . المتهم ''ب.محمد'' والد الضحية، أنكر أثناء استجوابه أمام قاضي الجلسة أنه هو من ألزم ولديه على قتل ابنه، مصرحا أنه يستحيل أن يأمر بقتل فلذة كبده، وهو الأمر الذي أكّده بأنهما لم يتلقيا أي أمر من والدهما لقتل أخيهما، ليصرح ''ب.بلقاسم''، أنه من قام بخنق أخيه، وأنه لم يقصد أن يقتله، وإنما كان يريد أن يمسك به بعد أن أراد الفرار منه، مشيرا لهيئة المحكمة أن أخاه ''ب.الحاج''، لم يكن معه في مسرح الجريمة، ولم يتفق معه أبدا على قتل الضحية . ممثل الحق العام وأثناء مرافعته، أشار إلى أن الإدانة ثابتة في حق المتهمين، والدليل هو التصريحات التي أبداها المتهمون الثلاثة أمام الضبطية القضائية، مضيفا أنهم قد اتفقوا ثلاثتهم على قتل الضحية بعد تدبير مكيدة أخذ الضحية إلى مستشفى الأمراض العقلية، لتلتمس النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام للوالد ولشقيقي الضحية.