تفتتح، بعد غد الجمعة، فعاليات الطبعة ال30 لمعرض باريس الدولي للكتاب، تحت شعار”30 سنة..90 كاتب”، على أن تدوم أشغاله مدة 6 أيام، تكون فيها الكلمة الأولى والأخيرة للكِتاب والكُتَّاب، الذين سيتوافدون على العاصمة الفرنسية باريس، لحضور أشغاله وفعاليات هذا اللقاء الثقافي الهام كتب جيب ومراجع علمية طبعت قبل 20 سنة ! ويتوقع أن تشارك الجزائر خلال فعاليات هذه الدورة الثلاثين، ممثلة بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبيعة”enag” التي حصلت منذ أشهر على ”صفقة” تمثيل الجزائر في مختلف معارض الكتاب الدولية، بعد الصراع الذي دار بين اتحاد الناشرين الجزائريين و”فوروم الناشرين”، الذي انبثق عن الاتحاد رغبة في أعضائه ومؤسسيه إلى ضمان تمثيل أحسن للكتاب الجزائري في الخارج، لكن الوزيرة حسمت هذا الخلاف الذي نشأ بين هذين التكتلين، كما سبق ل”الفجر” أن تناولته في أعدادها السابقة، ومنحت صفقة تمثيل الناشرين خارج الجزائر، للمؤسسة الوطنية للفنون المطبيعة. وكان القائمون على التنظيم ب”enag”، قد باشروا التواصل مع الناشرين الجزائريين الذين يرغبون في تسويق منشوراتهم في معرض الكتاب بباريس، بضرورة إرسال الكتب التي ستعرض خلال فعاليات الدورة ال30 لمعرض باريس للكتاب، أياما قليلة قبل انطلاق فعاليات هذا المعرض. الجديد في القضية هو ما وقفت عليه ”الفجر” حول طبيعة العناوين التي ستكون سفيرة المشهد الثقافي والإبداعي الجزائري، حيث جاءت أغلب الأعمال التي ستشارك بها الجزائر، بدءا من تاريخ ال26 وإلى غاية ال31 مارس الجاري، بعيدة كل البعد عن ما يطبع من أعمال سواء في الجزائر أو نظيراتها من الدول العربية والأجنبية الأخرى، رغم الدعم الكبير الذي يحظى به الكتاب في الجزائر منذ سنوات، إلا أن الناشرين الجزائريين لازالوا بعيدين عن الإحتراف ومعرفة تيمات وأهداف معارض الكتاب الدولية. وكمثال على ذلك رصدنا في ”الكراتين” المسافرة إلى باريس كتابا، يحمل عنوان ”كيف تتعلم الفرنسية في 3 أيام”، وكأن الفرنسيين خصوصا وزوار المعرض عموما، بحاجة إلى كتب جزائرية لتعلم الفرنسية في ثلاثة أيام! من الكتب السفيرة التي وقعت أعين ”الفجر” عليها، كتب للجيب تم إصدارها منذ سنة 1993، وتدخل ضمن سلسلة العلوم والمعارف، تتحدث عن تحديات علمية ومشاريع تكنولوجية لما قبل سنة 1993، وكأن الفرنسيين خصوصا، وزوار المعرض عموما، بحاجة للكتب العلمية الجزائرية التي طبعت قبل 20 سنة ! ويؤكد بعض الناشرين الذين تحدثت إليهم ”الفجر” بخصوص هذا الموضوع، أن غياب لجنة من وزارة الثقافة تحرص على مراقبة الكتب والأعمال التي تشارك بها الجزائر في مثل هذه التظاهرات الكبيرة، هو السبب وراء تسويق بعض دور النشر الجزائرية لمثل هذه الإصدارات في معرض كتاب بحجم معرض باريس، ومعرض أبو ظبي ومعرض فرانكفورت، وغيرها من معارض الكتاب الدولية. لذا فقد طالب بعضهم بضرورة وجود لجنة مختصة من وزارة الثقافة تعمل بالموازاة مع الهيئة المكلفة بتمثيل الجزائر في مثل هذه الظاهرات، من أجل ضمان تسويق أمثل للكتاب الجزائري في الخارج، في الوقت الذي تبقى فيه أغلب الأعمال المطبوعة في إطار سياسة دعم الكتاب الذي تقدمه وزارة الثقافة حبيس المخازن والمطبعات. في سياق آخر للموضوع، سيحظى عدد من المفكرين والمبدعين الفرنسيين والأجانب بتكريم خاص من قبل الهيئة المنظمة لفعاليات هذا المعرض، حيث سيتم بالمناسبة تكريم 30 مبدعا فرنسيا، و30 مبدعا أجنبيا، من بينهم الروائي الجزائري ورئيس المركز الثقافي الجزائري بفرنسي ياسمينة خضرا، رفقة عدد من الوجوه الثقافية والفكرية العربية والأوربية الأخرى. للتذكير؛ فإن معرض باريس الدولي للكتاب في هذه الدورة، وكغيرها من الدورات السابقة، يهدف إلى التعريف بالكتاب، وفتح أسواق جديدة أمام آلاف الناشرين من مختلف بقاع العالم، في ضوء العمل على تحقيق فرص للتبادل الحر للكتاب، وعقد اتفاقيات النشر والتوزيع. كما سيكون فرصة للعارضين والناشرين من أجل تبادل الخبرات بينهم وبين الموزعين، والمؤلفين، والأدباء، وأخصائيي المكتبات والمعلومات، ورجال الأعمال، والأكاديميين. والأكيد أن الكتاب الجزائري المشارك في هذا المعرض لن يغري الجانب الفرنسي حتى بالقراءة.. فما بالكم بالشراكة!