يستهلك الجزائريون سنويا قرابة 650 ألف طن من اللحوم الحمراء والبيضاء في العام الواحد، حسب التقديرات الأخيرة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والتي تسعى إلى تنظيم فرع اللحوم الحمراء بإنشاء ثلاثة مذابح كبرى في ولايات البيض، الجلفة وأم البواقي وفق مقاييس عصرية وبتجهيزات متطورة لاسيما المتعلقة بالتبريد تسمح بتخزين كميات تصل إلى 20 ألف طن سنويا، معدل استهلاك الجزائري للحوم الحمراء لا يتعدى 20 كلغ سنويا فاتورة الاستيراد لشهر فيفري انخفضت إلى النصف مقارنة بالعام المنصرم وهو شرط الدول الأوروبية على الدول المصدرة للحوم. لاتزال وزارة الفلاحة، حسب مدير المصالح البيطرية، الدكتور رشيد بوقدور، تسعى لتنظيم النشاطات والمهن التي لها صلة مباشرة بالقطاع، لتشرع مؤخرا في تنظيم فرع اللحوم بإنشاء تكتل له يضم كافة المهنيين، تدعم مؤخرا بإنشاء فيدرالية لمربي المواشي قصد المتابعة الدورية لسوق اللحوم في الجزائر، من إنتاج وتسويق، حيث مافتئت هذه المادة تتعرض للمضاربة من جهة ولممارسات الذبح غير الشرعي للمواشي في العديد من المناطق، خارج رقابة المصالح البيطرية التي دقت ناقوس الخطر، ووجهت نداءات متكررة للجهات المعنية وفي مقدمتها مصالح الأمن. وثمن مدير المصالح البيطرية، أمس، لدى نزوله ضيفا على برنامج “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة، مبادرة الوزارة الرامية إلى إنشاء فرع خاص باللحوم، وهذا قصد تنظيمه وحمايته من المضاربة التي جعلت أسعار هذه المادة غير مستقرة ودوما في ارتفاع، ما جعل الطلب عليها قليلا مقارنة بمواد أخرى، مضيفا أن شركة مساهمات الدولة “برودات” أوكلت لها صلاحيات هي الأخرى لتنظيم سوق اللحوم، وهذا من خلال إنشاء ثلاثة مركبات مذابح كبيرة في كل من بوقطب بالبيض، حاسي بحبح بالجلفة وعين مليلة بأم البواقي، وخصصت لها الأرضيات قصد الشروع في بنائها، إذ تتوفر على غرف كبيرة للتبريد وفق معايير عصرية حديثة قصد تخزين اللحوم، التي تصل إلى حدود 20 ألف طن سنويا. وأكد المتحدث أن تصدير اللحوم نحو بلدان الاتحاد الأوروبي يلزم الدول المصدرة امتلاكها لمذابح متطورة ومخازن للتبريد، ما يعني أن الجزائر بإمكانها أن تصدر نحو الخارج ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف طن سنويا من اللحوم، خاصة وأن الثروة الحيوانية تقدر ب 20 مليون رأس غنم، نافيا ما تداول مؤخرا بشأن استيراد اللحوم من السودان والتي قالها بشأنها “ لم تصلنا أي معلومات ولم تبلغنا أي أخبار حول الموضوع، ومن يريد تصدير اللحوم نحو الجزائر عليه احترام دفتر الشروط الصحي للعملية وفق القوانين سارية المفعول”، معلنا أن فاتورة استيراد اللحوم لشهر فيفري من العام الجاري انخفضت بنحو 50 بالمائة بقيمة 6 ملايين دولار بعدما كانت خلال نفس المدة من عام 2009 12 مليون دولار. وبخصوص استيراد اللحوم، كشف ذات المتحدث أن الكميات المتوقع دخولها إلى الجزائر تبلغ 10 آلاف طنا تحسبا لشهر رمضان القادم، وسيكون للخواص نصيب فيها وعملية دراسة وفرز ملفات المستثمرين تتم حاليا، وهذا من أجل أن يستقر سعر اللحوم ويكون مناسبا وفي متناول المستهلك، وفي هذا الإطار قامت شركة “سوتراكوف” بتنصيب 60 نقطة بيع للحوم بسعر 650 دينار للكيلوغرام الواحد، ورغم هذا يبقى نصيب الفرد بعيدا عن المعيار الدولي ب 20 كلغ للفرد الواحد، إذا علمنا أن ما يستهلكه الجزائريون من اللحوم الحمراء في السنة هو 340 ألف طن، بينما اللحوم البيضاء ما بين 200 إلى 300 ألف طن. كما اعترف المتحدث بوجود مذابح غير شرعية في المناطق السهبية والتي تتم فيها عمليات الذبح بعيدا عن مراقبة المصالح البيطرية، وهو ما يشكل خطرا على صحة المستهلك بالنظر لتداعيات العملية.