شهدت أسعار الخبز بمدينة عنابة، هذه الأيام، ارتفاعا جنونيا بفعل التجارة الفوضوية للباعة غير الشرعيين الذين ألهبوا أسعار الخبز بشكل ملفت للإنتباه، من خلال احتكارهم لكامل مبيعات الخبز بالمدينة.. بتواطؤ مع أصحاب المخابز الذين وجدوا في التعامل بالجملة مع الباعة غير الشرعيين الربح الوفير الذي يغنيهم عن مشاق البيع بالتجزئة وسعر بخس لا يناسبهم. وبلغت أسعار الخبز لدى الباعة غير الشرعيين ذروتها بمدينة عنابة، بحيث وصل سعر الخبزة العادية إلى 15 دج، أي ضعف سعرها الحقيقي في المخابز. وحسب المعلومات المستقاة من الباعة المتجولين أنفسهم فقد اعترف عدد منهم بأنهم يشترون مبيعات الخبز العادي جملة بسعر 10 دج من أصحاب المخابز ويبيعونها بسعر 15 دج، لتأكدهم من أن المواطن مجبر على شراء الخبز بأي ثمن، طالما أن المخابز تتعامل معهم فقط . والغريب في الأمر بالنسبة للظاهرة، هو أن الباعة غير الشرعيين لا يكلفون أنفسهم عناء نقل الخبز من مكان إلى آخر، إذ تجد في كل زاوية مخبزة أكثر من بائع غير شرعي يتعامل مع تلك المخبزة، حيث أن كميات الخبز فور خروجها من فرن المخبزة توجه مباشرة إلى طاولة الباعة دون حرج من صاحب المخبزة. يحدث كل هذا في ظل الغياب الكلي لمصالح المنافسة والأسعار التابعة لمديرية التجارة لولاية عنابة التي يتوجب عليها التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي تستهدف المواطن في الصميم، ليس فيما يتعلق بالتهاب الأسعار فحسب بل كذلك بصحته، على اعتبار أن الباعة غير الشرعيين ينشطون على رصيف المارة، حيث يكثر الغبار الذي تثيره حركة مرور السيارات.