قفزت أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية أيّام العيد بوهران إلى معدّلات قياسية جعلت المواطنين في حيرة من أمرهم ونغّصت عليهم فرحة العيد، إذ ارتفع سعر الخبز إلى 30 دج وبلغ سعر البطاطا 70 دج. استنكر الوهرانيون للمضاربة التي بلغت أوّجها أيّام العيد وخلال العطلة التي امتدّت إلى غاية نهاية الأسبوع، حيث أغلقت جميع الأسواق أبوابها باستثناء بعض المحلاّت التجارية بالأحياء التي استغلّت الفرصة لترفع من أسعار الخبز والحليب والخضر بشكل أثار دهشة الجميع، حيث قفز سعر الخبز إلى غاية الجمعة إلى 30 دج بمناطق مثل أرزيو وعين الترك التي شهدت ندرة كبيرة في هذه المادّة، بينما وصل سعره بمدينة وهران إلى 20 دج للوحدة وكان ذلك تبعا لإغلاق المخابز وتجميدها لنشاطها وعدم مداومتها طيلة أيّام العيد، حيث أغلقت البعض منها أبوابها في ساعات مبكّرة وكان زبائنها الوحيدون باعة الأرصفة وأصحاب محلاّت بيع الأكل الخفيف الذين اقتنوا كميّات كبيرة، وبفعل أزمة الندرة لجأ الباعة المتجوّلون إلى الاستقرار أمام المخبزات وعرض الخبز بضعفي سعره، وشجّعهم على ذلك تلاهف المواطنين وإقبالهم على هذه المادّة، حيث تجمّع الكثيرون أمام المخابز التي فتحت أبوابها لساعات في طوابير عريضة وطويلة وسط مناوشات غيّرت مظاهر العيد، وهو نفسه ما حدث بالنسبة للخضر التي ارتفعت أسعارها إلى الضعف كذلك بسبب غلق الأسواق المعتادة كسوق المدينةالجديدة ولاباستي، وفي أعقاب ذلك عرض أصحاب المحلاّت التجارية بضاعتهم بأثمان باهضة إذ تراوح سعر البطاطا على سبيل المثال ما بين 50 و70 دج للكيلوغرام على الرغم من أنّها كانت متوفّرة بالأسواق ولا يتجاوز ثمنها 30 دج في رمضان. هذا الارتفاع الجنوني خلّف استياء لدى الكثيرين الذين لم يجدوا سبيلا آخر غير اقتناء الحدّ الأدنى من حاجياتهم، بينما عادت الأسعار إلى طبيعتها الأولى ابتداء من نهار أمس بعدما عادت المخابز لنشاطها بالشكل المعهود.