الزائر لمدينة تيبازة، الواقعة على بعد 70 كلم غرب الجزائر العاصمة، يلفت انتباهه جمال الطبيعة المتزاوج مع زبد البحر، منطقة سياحية وأثرية وتاريخ روماني عريق يعود لآلاف السنين، التي تستقطب أنظار الزوار على مدار الفصول الأربعة، الذين ألفوا نسيمها المنعش، كما أنها فرصة لعشاق السمك الطازج لتذوق أحلى وأشهى الأطباق التي تقدمه المطاعم الفاخرة فوق لهيب الجمرات. حطت “الفجر” رحالها بمدينة أقل ما نقوله عنها أنها جميلة. توجهنا مشيا على الأقدام لنتمتع بسحر هذه المدينة مرورا بمينائها الصغير الذي تزينه قوارب الصيد الصغيرة، وعلى بعد خطوات توجد أرقى مطاعم بيع السمك التي تطل بشرفاتها على البحر، أين يتصاعد دخان المشاوي على بعد أمتار. محطتنا الأولى كانت بمطعم “الدلفين” الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1983، ويملكه الإخوة بن خيرة. حدثنا صاحب هذا المطعم أن هذا الأخير يشهد إقبالا كبيرا للزبائن على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، كما أنه يحضر جميع أنواع السمك. وعن سعر الأطباق، قال ذات المتحدث بأن أسعار السمك تتراوح بين 200 دج إلى 1200 دج، كما أنه يقوم بتجهيز طلبات للزبائن على حسب أذواقهم، من سمك السردين والميرلو والجمبري.. الذي يكثر عليه الطلب. محطتنا الثانية كانت بمطعم “الصيفاقس” لمالكه زواوي محمد، حيث جذبتنا رائحة السمك التي تفوح من المطعم، اقتربنا من الشواي وسألنا عن كيفية طهي السمك فأجابنا هذا الأخير بأن طريقة طهيه سهلة وتتطلب صبرا من طرف الطاهي الذي يتفنن في ذلك. من كثرة المطاعم وتنوعها، اخترنا أي مطعم نقصده لضيق الوقت، فاتجهنا إلى مطعم آخر بالقرب من الآثار الرومانية يدعى “البروغري” عند منصوري، إلا أن الأمر يختلف هذه المرة كون هذا الأخير في غاية الروعة والجمال، ديكور رائع صنعته أنامل صاحب المطعم، حيث حول وسائل بسيطة إلى تحف أضفت على المكان جوا رومانسيا، وكأنه كوخ من خشب تزينه مدخنة ويقابلها حوض أسماك. أضاف صاحب المحل بأنه يسهر على راحة الزبائن بتوفير الأنسب والأفضل لراحتهم. بعدها قادنا السيد منصوري إلى مطبخ المطعم أين تجهز الأطباق كطبق “البايلا” الإسباني الذي يتكون من فواكه البحر كالجمبري والكلامار والأرز والدجاج، بالإضافة لطبق سمك “اللونڤوست” الذي يبلغ سعره 5000 دج. ومع حلول فصل الربيع ارتأت العائلات أن تقضي وقتها في التجوال، فكانت وجهتها مدينة تيبازة. وفي هذا الشأن اقتربنا من بعض العائلات وسألناها عن رأيها حول مطاعم السمك، فأجابنا رب عائلة أتى من ولاية البليدة بأنه يقصد هذا المكان كثيرا رفقة عائلته لجمال المنطقة وحلو مذاق السمك، وكذا حسن الإستقبال. من جهة أخرى، قالت سيدة إنها معتادة على المجيء إلى هذه المطاعم، وهذه المرة أتت رفقة ضيوفها القادمين من ولاية حاسي مسعود لدعوتهم لاكتشاف أسرار طبخ السمك في تيبازة.