تسعى الجزائر التي ستحتضن الندوة الدولية السادسة عشرة للغاز الطبيعي المميع بولاية وهران إلى تطوير إنتاجها ورفع صادراتها من الغاز بما يعادل 85 مليار متر مكعب في السنة مع آفاق 2012. وقد باشرت مشاريع عدة لإنجاز أنابيب غاز عابرة للقارات التي ستضمن بمقتضاها حصة متزايدة في التموين بالغاز باتجاه أوربا مستقبلا. ومن جهتها، قامت مؤسسة سوناطراك بتسطير برنامج هام لإنجاز مشروعين كبيرين لإنجاز الغاز الطبيعي المميع يضاف إلى مواقع الإنتاج الأربعة التي تتوفر عليها ويتعلق هذان المشروعان بمصنعين لتمييع الغاز على مستوى ولايتي سكيكدة وأرزيو بطاقة إنتاجية تقدر ب7،4 مليون طن في السنة. ومن هذا المنطلق ستقوم الجزائر بتزويد أوربا بالغاز من خلال الاستثمارات الهامة. وموازاة مع ذلك، ستحترم كافة الالتزامات المتعلقة بها فيما يخص التصدير باتجاه أوربا التي شرعت فيها منذ سنة 1964، لاسيما في إطار وجود اتفاقيات بعيدة المدى تقدم مزايا متعادلة للشركاء الأطراف فيها. ومن جهة أخرى، سمحت الشراكة المدمجة التي باشرتها الجزائر في كل مراحل إنتاج المحروقات بتأكيد سياسة تفضيل التعاون التي تدرج في إطارها استراتيجيتها الطاقوية؛ حيث تم استغلال العديد من المشاريع ذات بعد جيوستراتيجي، في حين يوجد البعض الآخر قيد الإنجاز أو الدراسة. ويضاف إلى إنجاز أنبوبي نقل الغاز اللذين يربطان الجزائر بإسبانيا عبر المغرب وإيطاليا عبر تونس إنجازان آخران يربطان مباشرة الجزائر بهذين الشريكين الأوروبيين، الأول يعتبر أنبوب نقل الغاز “غاز المتوسط” الذي يربط الجزائر بإسبانيا بقدرة 10 ملايير مكعب، أما الأنبوب الثاني “قالسي” يبلغ نفس طاقة الاستيعاب سيربط الجزائر بسردينيا لتزويد سوق شمال إيطاليا، بالإضافة إلى أنبوب آخر سيربط بين نيجيريا وساحل المتوسط بعد ربطه بالشبكة الوطنية. وسيساهم هذا المشروع الثالث في تموين أوروبا بالغاز وستترتب عنه آثار اجتماعية واقتصادية مهمة بالنسبة لبلدان العبور، كما سيساهم في حماية البيئة، فيما سيسمح أنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الذي تقدر طاقة استيعابه من 20 إلى 30 مليار مكعب ويبلغ طوله 200 4 كلم، بنقل الغاز إلى أوروبا بعد 5 سنوات. وتتميز هذه المشاريع ببعدها الجيو-استراتيجي على اعتبار أنها طريقة فعالة في التموين والتنويع الطاقوي في أوروبا بما في ذلك إدماج الشبكات الغازية والكهربائية الجزائرية في الشبكات المغاربية والأوروبية وفي حماية البيئة والحصول على مصادر طاقوية تنافسية. ومن جهة أخرى، وسعت سوناطراك نشاطاتها على المستوى الدولي لرفع حصصها في قطاع إنتاج الغاز الطبيعي المميع في عالم يسجل طلبات متنامية، كما تطمح الجزائر إلى توسيع التعاون الدولي انطلاقا من شركتها الوطنية إلى مشاريع شراكة في قارات أخرى.