تعمل الجزائر على تأكيد مكانتها وطابعها الغازي وريادتها في مجال الصناعات الغازية خاصة ما تعلق منها بالغاز الطبيعي المميع.وما يزيد فخر الجزائر -حسب السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم- هو المكانة الأولى التي تحتلها شركة سوناطراك على المستوى القاري والمركز الرابع عالميا في قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المميع. ومن منطلق موقعها الاستراتيجي الهام، فإن الجزائر المطلة على البحر المتوسط والقريبة جدا من الضفة الجنوبية للقارة الأوروبية تعمل في إطار شركة سوناطراك على تعزيز مرتبتها في مجال الانتاج والتسويق الغازي كما تطمح بشكل مستمر لتدعيم هذا المسعى. وباعتبار الغاز الجزائري يشكل مصدر تموين منتظم ذي مصداقية فعالة للأسواق العالمية، فإن اجمالي الاحتياطات الغازية الجزائرية تشكل ما يعادل 3¥ من اجمالي الاحتياطات العالمية وفي هذا الإطار فإن الجزائر تلعب دورا هاما في صناعة الغاز الطبيعي المميع وهو الدور الذي سيتعزز كثيرا في السنوات المقبلة تماشيا والمشاريع الهامة الجاري انجازها حسب ما أكده وزير الطاقة والمناجم خلال زياراته المتكررة والمكوكية الى وهران لمتابعة التحضيرات الجارية لعقد الندوة الدولية للغاز المميع التي ستحتضنها وهران بداية من يوم غد وعلى مدى 4 أيام. وفي هذا الصدد؛ ذكر السيد عبد الحفيظ فغولي المدير العام بالنيابة لمؤسسة سوناطراك ورئيس اللجنة الوطنية لتنظيم الندوة الدولية ال16 للغاز المميع أن اجمالي الانتاج منذ 1964 وإلى غاية 13 سبتمبر 2008 تعدى مليار متر مكعب وذلك بفضل فعالية المركبات التابعة لنشاط المصب حيث يقدر الانتاج الاجمالي للمركبات الأربعة لتمييع الغاز الطبيعي بأكثر من 44 مليون متر مكعب سنويا، حيث ستبقى هذه النتائج القوية حدثا مميزا في تاريخ انتاج وتنمية الغاز الطبيعي المميع، كما أن هذه النتائج المشجعة تعطي للأهداف التي سطرتها مؤسسة سوناطراك المصداقية العالمية في مجال التنمية والاستغلال العقلاني للاحتياطات الغازية الموجودة. كما أن أحد أهم الأسباب التي أدت الى تطور الانتاج ورفعه منذ سنة 1997 هو القيام بعمليات تجديد المركبات التي كانت تشكل دوما الشغل الشاغل لمؤسسة سوناطراك والمسيرين وإطاراتها، وهو الأمر الذي سمح برد الاعتبار لقدرات الانتاج والالتزام بالمواعيد مع مختلف الزبائن، الأمر الذي أدى الى مضاعفة عقود البيع على المدى الطويل حتى تبقى فعالة ونشطة على الساحة العالمية للصناعة الغازية. وقد مكنت عمليات تحديث المنشآت المختلفة من بقائها على العمل دون اللجوء الى توقيف الانتاج وهي التقنية الكبيرة والعالية التي برعت فيها مؤسسة سوناطراك، حيث تم منذ سنة 1990 ابرام عقود انجاز مع شركات مختصة مختلفة لتتم بالتالي معظم عمليات الصيانة والتهيئة والتجديد التي استهدفت كل منشآت مؤسسة سوناطراك لتحقيق أهداف غاية في الأهمية كمضاعفة الانتاج وتحسين فعالية التجهيزات وتقليص الاستهلاك الذاتي للمركبات الصناعية البتروكمياوية الى جانب طمأنة زبائن المؤسسة بشأن توفر منتوج عالي الجودة، زيادة على الحرص الكامل على تعزيز مكانة سوناطراك في السوق الدولية للغاز المميع. ومن هذا المنطلق؛ واصلت مؤسسة سوناطراك استثماراتها الميدانية في هذا المجال بهدف تدعيم مكانتها الرائدة في مجال الطاقة على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط وحضورها القوي في الأسواق الأمريكية والأسيوية، وهذا كله نابع من الايمان والوعي الذي تلعبه في إطار صناعة الغاز الطبيعي المميع وانعكاسات العولمة والمنافسة الشديدة بين مختلف المنتجين. وقد أكد السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم خلال الندوات الصحفية التي نشطها بوهران أثناء زياراته المتعددة لمعاينة تطور تقدم أشغال انجاز مركز الاتفاقيات الذي يحتضن فعاليات الندوة الدولية ال16 للغاز الطبيعي المميع، أن الغاز الطبيعي المميع سيشكل في السنوات العشر المقبلة نسبة 40¥ من قيمة التبادلات الغازية الدولية، الأمر الذي أدى بمؤسسة سوناطراك لاعداد مخطط تنمية في هذا المجال بهدف ترقيته الى ما هو أحسن وأفضل. ومن بين المشاريع التي بادرت بها سوناطراك انجاز مركب الغاز الطبيعي المميع بسكيكدة إضافة الى الوحدة الجديدة للغاز الطبيعي المميع بأرزيو وتدعيم أسطول ناقلات الغاز والبترول من خلال اقتناء باخرتين جديدتين خلال السنتين المقبلتين، الى جانب اعتماد طرق جديدة لتصدير الغاز عبر القنوات الكبرى مثل ''ميدغاز'' و''الغالسي'' وهي كلها وسائل تعزز دور سوناطراك على المستوى العالمي، لا سيما في مجال تموين السوق الدولية الى جانب أنها تسمح لها بتحقيق أهدافها المسطرة. وفي هذا الإطار؛ تعمل مؤسسة سوناطراك على تحقيق تصدير حجم اجمالي قدره 85 مليار متر مكعب سنويا في آفاق 2012 بعدما تم انتاج 40 مليون متر مكعب خلال 2007 لفائدة سوق البحر المتوسط الذي يشكل حوالي 90¥ من المبيعات الغازية. للتذكير؛ فإن بداية الانتاج والتصدير للغاز الجزائري انطلقت سنة 1964 من خلال أول مصنع في العالم آنداك لتمييع الغاز الطبيعي المعروف باسم ''لا كامال'' لتتطور بعدها هذه الصناعة الغازية بإنجاز أول نهائي تجاري بأرزيو يصدر الغاز الطبيعي المميع نحو انكلترا ثم فرنسا ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية...الخ. كما عملت شركة سوناطراك على تعزيز دورها من خلال مشروعين اثنين يتمثل الأول في انجاز وحدة جديدة لانتاج الغاز الطبيعي المميع بسكيكدة بمعدل انتاج يبلغ 9978 ألف متر مكعب سنويا و171400 طن من البوتان و207600 طن من البروبان و164700 طن من الايتان و108700 طن من الغازولين و163 مليون متر مكعب من الغاز المثمن بالهيليوم. وبتمويل كلي من طرف مؤسسة سوناطراك يقدر ب88,2 مليار دولار علما بأن المشروع الذي انطلق في انجازه سنة 2008 سيتم استلامه خلال سنة .2014 أما المشروع الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول، فيتمثل في انجاز وحدة جديدة أخرى لانتاج الغاز الطبيعي المميع بأرزيو بطاقة انتاج تعادل 8889 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا وسيتم انجازه كذلك بتمويل كلي من طرف مؤسسة سوناطراك العملاقة.