خيمت حالة من الاستياء والقلق والترقب أمس على المسافرين المتواجدين بمطار هواري بومدين الدولي، بعد إلغاء كل الرحلات باتجاه الدول الأوروبية بسبب الغيمة التي خلفها ثوران بركان إسلندا، ما أدى إلى غلق المطارات الأوربية في وجه الملاحة الجوية إلى إشعار آخر أجواء خيم عليها الهدوء خصوصا بمداخل الركوب ووضع الأمتعة، التي غادرها المسافرون على أمل العودة حين إعطاء المطارات الأوروبية الإشارة باستئناف النشاط الجوي، بعد تحسن الوضع الجوي واندثار مخلفات بركان إسلندا نهائيا من الأجواء الجوية الأوروبية. فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إنجلترا وحتى الصين كلها ملغاة وشهدت العواصم الأكثر طلبا من طرف الجزائريين والأجانب المقيمين بالجزائر إلغاء الرحلات المتجهة إليها على غرار أليكانت في إسبانيا وفرانكفورت في ألمانيا ولندن، فيما عرفت الوجهات الفرنسية، وهي الأكثر طلبا وصاحبة حصة الأسد من الرحلات باتجاه مدنها المختلفة على غرار مرسيليا، باريس وبوردو، الإلغاء هي الأخرى، ما أحدث حالة من الدهشة والترقب لدى المسافرين، الذين التقيناهم بقاعة المطار والذين احتاروا بين العودة إلى الديار وبين الانتظار إلى حين استئناف الرحلات من جديد. جزائريون وأجانب في حيرة من أمرهم وكانت ملامح الاستياء والترقب بادية على وجوه المسافرين، حيث أكد لنا البعض منهم وهم جزائريون قادمون من مناطق بعيدة من الوطن على غرار غيليزان وتيندوف، أنهم ينتظرون المجهول مادام أمر استئناف الرحلات يوجد مركزه بأوروبا، وهل سينتظرون طويلا ويقضون ليلتهم بالمطار أم سيحل المشكل ويغادرون كل إلى وجهته، آملين أن لا تطول مدة انتظارهم خصوصا، وأن البعض منهم قدم من مناطق بعيدة قضوا خلالها ساعات طويلة في السير للوصول إلى المطار. كما صادف وجودنا بالمطار بعض الأجانب خاصة الصينيين، الذين وضعوا أمتعتهم كغيرهم من المسافرين على أمل أن تستأنف الرحلات، وفي تصريحهم أكدوا أنه لا حل لهم سوى العودة إلى مناصب عملهم بالشركات الصينية العاملة بالجزائر، وانتظار حل الإشكال للمغادرة. الجوية الجزائرية تؤكد استئناف الرحلات بمجرد تلقي إشعار أوروبي بذلك وبخصوص الوضعية التي تعرفها حركة الطيران، أكد مسؤول بالخطوط الجوية الجزائرية أن هذا المشكل خارج عن نطاقها كما يعلم الجميع، وأن الرحلات ستستأنف بمجرد إشعار المطارات الأوروبية بفتح أبوابها من جديد في وجه الملاحة الجوية. وأضاف أن الخطوط الجوية الجزائرية طلبت من زبائنها إعادة الحجز اليوم على أمل أن تسوى الوضعية نهائيا. فيما أكد أنه لم يتم إلى حد الساعة طلب تعويض من المسافرين وهو أمر مستبعد بالنظر إلى التزام جميع المعنيين بالسفر، مشيرا في ذات الوقت إلى أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية ستقوم بتعويض كل من يطلب ذلك.