مطار هواري بومدين . صورة الشروق إعفاء المسافرين "شارتر" من غرامات التأجيل وآخرون يطالبون بالتعويض "كل الرحلات الجوية باتجاه باريس، ليون، ليل، فرانكفورث، لندن..ملغاة بسبب غيمة الرماد التي تغطي سماء أوربا بعد ثوران بركان ايسلندا، وإلى إشعار لاحق ..". * بهذه العبارات فصل ممثلو شركات الطيران الناشطة بمطار الجزائر الدولي "هواري بومدين" في حالة الفوضى والترقب وسط المسافرين الذين احتجزوا ببهو المطار لساعات طويلة امتدت منذ ليلة أول أمس وإلى غاية ساعات متأخرة من أمس، مفترشين أرضية المطار قبل أن يثور الكثير منهم، مطالبين بالتكفل بهم خاصة القادمين من ولايات داخلية وكذا المواطنين الذين فقدوا مواعيدهم العلاجية بالمستشفيات الباريسية مشددين على ضرورة تعويضهم على ما لحق بهم من خسائر. * شهد، أمس، المطار الدولي هواري بومدين حالة من الترقب والفوضى وسط المسافرين الذين قضى الكثير منهم ليلة أول أمس ببهو المطار بعد أن ألغت إدارة المطار بالتنسيق مع مطارات أوربا وكذا شركات الطيران 19 رحلة نحو غرب أوربا كانت مبرمجة ليوم الجمعة 16 أفريل الجاري انطلاقا من مطار هواري بومدين بسبب سحب الغبار البركاني المنبعثة في سماء أوربا إثر ثوران بركان إيسلندا، ما أدى إلى غلق أغلب مطارات المدن الأوربية مجالاتها أمام الملاحة الجوية. * * ليلة بيضاء لمئات المسافرين بمطار هواري بومدين * قضى مئات الجزائريين والأجانب ليلة الجمعة إلى السبت المنقضي ليلة بيضاء بمطار الجزائر الدولي "هواري بومدين" على غرار باقي المطارات الدولية في المدن الجزائرية الكبرى نتيجة إلغاء رحلاتهم نحو مدن غرب أوربا، حيث تعذّر على الكثير من المسافرين إيجاد مأوى لهم ولعائلاتهم بعد أن ألغت معظم المطارات وشركات الطيران العاملة في الجزائر رحلاتها نحو مدن تشهد إقبالا كبيرا من الجزائريين كالعاصمة الفرنسية باريس والبريطانية لندن، حيث لجأ أحد الجزائريين المقيمين في باريس إلى حجز زاوية ببهو مطار الجزائر الدولي هواري بومدين وإحاطتها بالحقائب والكراسي كمأوى له ولزوجته ولأبنائه بعد أن تعذّر عليهم إيجاد حل أفضل لقضاء ليلة الجمعة إلى السبت المنقضية خاصة وأنهم قدمّوا إلى العاصمة من ولاية بسكرة متجهين نحو باريس ولم يتبق معهم إلا مبلغ بسيط لا يتجاوز 20 ألف دج حسب ما أكده رب العائلة "أحمد.خ" الذي فضّل أن يقضي الليلة بالمطار بعد إلغاء رحلتهم الجوية نحو مطار باريس "أورلي" التي كانت مبرمجة ظهيرة الجمعة الماضية والاحتفاظ بما تبقى معه من نقود لأي طارئ محتمل، خاصة وأن برفقته طفلتين لا تتجاوزا العشر سنوات وزوجته حامل، يمكن أن يصبن بوعكة صحية في أي لحظة.. * * مرضى يضيعون مواعيدهم العلاجية بالمستشفيات الباريسية * كما اقترب منا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "الشروق" صبيحة أمس إلى مطار الجزائر الدولي "هواري بومدين" شيخ في الستين من العمر رفقة زوجته التي أعياها المرض وأرقها طول الانتظار ليشكو حاله وهو القادم من ولاية تيزي وزو ليقف في طابور الانتظار منذ الساعات الأولى لنهار أمس قبل أن يتفاجأ بإلغاء رحلته هو الآخر نحو مطار "باريس أورلي"، إلا أن المشكل الأكبر والحقيقي بالنسبة له هو موعد العملية الجراحية لزوجته بأحد المستشفيات الباريسية المبرمجة يوم الثلاثاء، فضلا على أن هذه العملية يجب أن تجريها الحاجة "ب.عائشة" 58 سنة في أقرب وقت خاصة وأنها قضت سنة في انتظار موعد العملية بالمستشفى الباريسي بعد أن دفعت أكثر من 60 مليون سنتيم وبتدخل ووساطة من أطباء جزائريين. * * مشادات كلامية ومطالبة بالتعويض والتكفل * كما تطورت حالة الفوضى والترقب وسط المسافرين بمطار الجزائر الدولي في حدود منتصف نهار أمس إلى حد المشادات الكلامية بعد توالي إلغاء الرحلات المتجهة نحو باريس وليون ولندن، حيث حوّلت شركات الطيران الناشطة بالجزائر تذاكر زبائن الرحلات الملغاة من يومي الجمعة إلى السبت ليتم بعد ذلك تحويل تذاكر المسافرين إلى رحلات اليوم في حال عدم إلغائها هي الأخرى، فضلا على حالة الضغط وتراكم المسافرين المترتبة على توالي إلغاء الرحلات، كما برمجت شركة الخطوط الجوية الجزائرية رحلة إضافية نحو مرسيليا التي لا يزال مطارها مفتوحا أمام الملاحة الجوية قصد تخفيف الضغط المتزايد على مطار الجزائر الدولي، كما احتج العشرات من المسافرين أمام شبابيك شركات الطيران بمطار هواري بومدين رغم إعفاء شركات الطيران الزبائن الحاملين لتذاكر "شارتر" من دفع الغرامات المالية الإضافية عند إجراء عملية تغيير موعد الرحلة، حيث طالب المسافرون بتعويضهم عن الخسائر المادية التي لحقت بهم نتيجة إلغاء رحلاتهم وتعطل أشغالهم ولجوئهم لاستئجار غرف بالفنادق لقضاء ليال إضافية بالجزائر في انتظار تحسن الوضعية بسماء أوربا وزوال الاضطراب التي تشهده الملاحة الجوية العالمية.