ارتفعت، في الأيام الأخيرة بمدينة الشلف، أسعار الخضر والفواكه إلى أعلى مستوياتها في سابقة غير معهودة في هذا الموسم الحار، والمعروف بموسم تحصيل وجني المنتوج، رغم الأمطار الكثيرة المتساقطة على المنطقة والتي مكنت الكثير من الفلاحين من سقي أراضيهم بكميات معتبرة وفي وضعيات مريحة.. إلا أن ذلك لم يفد شيئا في وفرة المنتوج الذي بقي دون المستوى المطلوب، وزاد على هذا غلاؤها باستثناء مادة البطاطا التي تبقى أسعارها حاليا في متناول المواطنين. تعرف معظم الأسواق الجوارية وحتى الأسبوعية، علاوة على سوق الجملة الممون الرئيسي للمنطقة من الخضر والفواكه، ارتفاعا جنونيا في أسعار الخضر والفواكه في هذا الموسم، المعروف لدى الفلاحين بموسم الجني أين يكثر الإنتاج نتيجة لتحصيل المنتوج في أوقات متقاربة وتصريفها نحو الأسواق، الأمر الذي تنتج عنه وفرة في المنتوج، وبالتالي انخفاضا في الأسعار، إلا أن هذا الموسم - على غير العادة -ورغم تحسن الأحوال الجوية ووفرة الأمطار، شهد تلك الكميات القليلة من السلع المعروضة والتي أصبحت تطرح أكثر من علامات استفهام عن أموال الدعم الفلاحي ومختلف برامج التنمية الفلاحية المرصودة للقطاع، والتي أبانت أن دعم القطاع الفلاحي ليس مشكلة دعم مالي فقط بل أكبر من ذلك بكثير.. حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البصل إلى 120دج، والفلفل إلى 160 دج، و100 دج بالنسبة للطماطم، ونفس الأمر مع بقية أنواع الخضر والفواكه الأخرى.. باستثناء البطاطا التي تبقى الملاذ الوحيد للهروب من لهيب الأسعار الذي طال كل شيء ومس كذلك البقوليات كالفاصولياء، العدس والبازلاء. وحسب بعض المواطنين الذين يجوبون أرجاء السوق بقفف شبه فارغة، والذين بقوا مشدوهين أمام حرارة الأسعار في هذا الموسم، بعدما كانوا يقتنون حاجياتهم ومستلزماتهم من الخضر والفواكه بالجملة، فإن هذا الموسم مغاير للمواسم السابقة من حيث كمية السلع المعروضة وأثمانها التي فاقت المعقول، حيث أضحت الكثير من الخضر في حكم الكماليات نظرا لارتفاع ثمنها. ويستغرب الكثير من الزبائن كيف لمنتوج محلي بالولاية كالبرتقال، يصل سعرها إلى أضعاف ما كانت عليه في السابق. ولم يتردد كثير من المواطنين بالإكتفاء بما يحتاجه من الخضر ليوم واحد وفي حدود الكفاية، دون أن يقتنوا كميات زائدة كما في السابق، أين كانوا يشترون في هذا الموسم بالذات بعض الخضر بالجملة. من جهتهم، يبرر تجار الخضر والفواكه الغلاء الحاصل في السوق بقلة المنتوج المعروض، بسبب بعض الأمراض التي أصابت المنتوج الفلاحي، وكذا الخسائر التي تكبدها أصحاب البيوت البلاستيكية بالبلديات الساحلية نتيجة للرياح العاصفة التي ضربت المنطقة وأتلفت الكثير من المنتجات هذه البيوت، فضلا عن قلة الإستثمارات في هذا الشعبة لتخوف المستثمرين من المغامرة، دون إغفال عامل المضاربة الذي صار رديفا للنشاط التجاري من خلال استغلال غرف التبريد التي صارت عاملا مساعدا في تخزين الكثير من المنتجات الفلاحية وإخراجها في الوقت المناسب.. ولم تنج من هذه المعاملة سوى مادة البطاطا التي تم تخصيص لها 17 ألف متر مربع لتخزين أكثر من 1600 طن منها لمجابهة ارتفاع الأسعار والقضاء على المضاربة مع اقتراب حلول شهر رمضان. ومازالت أسعار اللحوم الحمراء مستقرة في تراوحها بين 750 دج إلى 800 دج للكلغ من لحم الخروف، فيما تراجع سعر لحم الدجاج بنسبة ضئيلة، إذ أصبح سعر الكيلوغرام الواحد 190دج، بعد أن كان قبل أيام يفوق 280 دج. ويتعجب كثير من المواطنين من غياب مديرية التجارية وقمع الغش، وترك المستهلك عرضة لاستغلال أطماع بعض التجار الذين صار همهم الربح السريع وتحصيل أكبر قدر ممكن من الفائدة واقتناص الفرصة المواتية لسلب المواطن أمواله بغير وجه حق.