تفاجأ العديد من المواطنين بالولاية بموجة الأسعار التي انطلقت شراراتها الأولى منذ أسبوع دون أن تتوقف، وكان الكثير من المواطنين - بالنظر إلى تحسن الأحوال الجوية هذا الموسم - يتوقعون وفرة في الإنتاج وبالتالي تدني الأسعار، وإذا بهم يفاجئون بعكس توقعاتهم، الأمر الذي أثار عندهم شكوكا حول القانون الذي يخضع له السوق والجهات المتحكمة في سوق الخضر والفواكه، التي تعرف كيف تستغل وفرة المنتوج بتخزينه في غرف التبريد المنتشرة بكثرة ومراقبة السوق عبر شبكة الوسطاء الذين يحولون المنتوج من الحقل إلى مخازن التبريد مباشرة، وبالتالي الإبقاء على مستوى الأسعار حسب ما يقررونه هم دون سواهم• ووصل سعر البطاطا إلى 80 دينارا أو 75 دينارا كأدنى سعر وهي المادة الأساسية للمائدة الجزائرية ولا يستغنى عنها في إعداد أي طبق، كما وصل سعر الطماطم إلى 100 دج، والسلاطة إلى 60 دينارا، الجزر 55 دج وحتى البصل ارتفع إلى 50 دج في هذا الموسم• ولم تختلف أسعار الجملة بسوق الجملة للخضر والفواكه ''عنتر''، الواقع عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية والذي يمون ولايات الوسط الغربي من الوطن عن مثيلاتها من الأسواق الجوارية إلا بفوارق تتراوح مابين 5 إلى 10 دج فقط بسبب تحكم الوسطاء في أسعار الخضر والفواكه والتي يشترونها من الفلاحين مباشرة من الحقول بسبب عدم قدرة الفلاحين على إيجاد أسواق قريبة لتصريف منتجاتهم وهو ما يوقعهم تحت رحمة الوسطاء• وكانت للعوامل الجوية الأثر الكبير في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، حيث أدى تساقط الأمطار الأخيرة إلى ارتفاع أسعار البطاطا التي لم تمكن الكثير من الفلاحين من جني محصولهم، بالإضافة إلى الخسارة التي مني بها منتجو المزروعات الموسمية بالبيوت البلاستيكية والتي أتت الرياح بداية السنة الجارية على مرتين متتاليتين على مزروعاتهم، حيث تم إتلاف ما يصل إلى 31 ألفا و370 قنطار من مختلف منتجات البيوت البلاستيكية نالت فيها مادة الطماطم الصدارة، حيث أتلف منها ما يصل إلى 65 هكتارا كاملة والمنتجة ببلديات بريرة وبني حواء• كما تم تحطيم ما يصل إلى 1140 بيت بلاستيكي بالكامل نتيجة اقتلاع غطائها البلاستيكي وما يصل إلى 808 بيوت أخرى متلف ومحطم جزئيا• ويقتات معظم سكان المناطق الشمالية الشرقية للولاية من هذا النوع من الفلاحة التي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد، حيث أن الزراعة البلاستيكية هي الغالبة بالمنطقة وستزداد معاناة هؤلاء الفلاحين بعد أن جاءت هذه الخسارة في وقت كانوا فيه يستعدون لقطف وجني محصولهم الموسمي وبالتالي تحصيل استثماراتهم التي أنفقوها على هذه الزراعة وتضمن المنطقة الشمالية الساحلية للولاية تموين العاصمة وولاية مستغانم، إضافة إلى ولايتي الشلف وعين الدفلى بمختلف منتجات البيوت البلاستيكية على مدار السنة، بإنتاج يصل إلى 400 ألف قنطار• من جهتهم، يبرر تجار الخضر الغلاء الحاصل في السوق إلى قلة المنتوج المعروض بسبب بعض الأمراض التي أصابت المنتوج الفلاحي الموسم الماضي ويأتي على رأسها مرض ''الميلديو'' الذي سبب خسائر كبيرة في مادة البطاطا تراوحت مابين 30 و70 % في ولايتي الشلف وعين الدفلى وهو ما خفض من منتوج هذه المادة من 300 قنطار إلى 100 قنطار في الهكتار بالإضافة إلى الخسائر التي مني بها منتجو البيوت البلاستيكية مطلع العام الجاري•